الساعة 00:00 م
الأحد 20 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

من قصص الفقد في غزة..

عائلة "حسنات" بغزة.. عندما يرحل جميع من في الصورة!

حجم الخط
جثامين شهداء.webp
غزة- وكالة سند للأنباء

يتمسكون بصور ومقاطع الفيديو التي بقيت لأحبتهم الذين رحلوا، تفاصيل وثقوها بلحظات فرح لا حدود له، يقلبون الصور ويستذكرون أيامًا باتت ذكرى لن تتجدد، فجميع من في الصورة رحلوا.

هكذا بات حال من بقي على قيد الحياة من العائلات التي تسهدفت على مدار 342 يومًا من الإبادة الجماعية في قطاع غزة، فمن رحل نجى، ومن عاش بقي على قيد الألم لا الحياة!.

واحدة من قصص الفقد، ترويها لنا الشابة جنين طاهر (22 عامًا) التي فقدت عائلتها في قصف إسرائيلي في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي.

تمسك جنين هاتفها تشاهد مقطع فيديو للحظة إعلان نتيجتها بالثانوية العامة مع توأمها الشهيد "عز الدين"، وتقول: "من كانت تمسك بهاتفين تنتظر النتيجة شهيدة، من كانت تجلس على اللابتوب تنتظر النتيجة شهيدة، من صرخت بالنتيجة شهيدة، صاحب النتيجة شهيد، من قفزت فرحا شهيدة، من كان يمسك بالحلو شهيد، وبعض الذين شاركونا الفرحة شهداء".

واستشهد 24 فردا من عائلة جنين حسنات في قصف إسرائيلي، ملتحقين بوالدها الذي توفي قبل 6 سنوات.

وتسرد جنين لـ "وكالة سند للأنباء" تفاصيلها الأخيرة مع عائلتها: "كانت والدتي توزع أماكن نومنا حسب ما كنا نعتقد أنها مناطق آمنة بالمنزل في حال استهداف بيتنا من قبل طائرات الاحتلال".

وتضيف: "الغرفة التي تطل على الشارع وهي كانت الأخطر في نظرنا، كنا ننام فيها أنا وأمي وأربعة من أخواتي، كنا ننام على الأرض بجانب بعضنا البعض، عشان نستشهد مع بعض وما يضل حد يتحسر على حد".

وتكمل بصوت منخفض: "لكن الله قدّر أن تستشهد تساهيل وسلسبيل، ونجوت أنا وأختي منال وأمي".

محاولات للنجاة..

كانت والدة "جنين"، تقول لزوجة ابنها في محاولة لطمأنتها أن "الصاروخ اللي نازل عليكِ ما بتسمعي صوته"، فيما يروي شقيقها أحمد قصصا لأناس عاشوا تجربة القصف، ورووها على حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتتابع "ضيفة سند": "كان أخي أحمد يحاول أن يدعمنا نفسيا، بقوله إن ساكني البيت الذي تستهدفه طائرات الاحتلال، لا يسمعون ولا يشعرون بشيء سوى أنهم يجدون أنفسهم في المستشفى أو في السماء".

وتكمل: "لكن الذي لم يكن يعلمه أخي أحمد هو أنني سمعت صوت الصاروخ الأول، ورأيت نافذة البيت وهي تنفجر، أما أختي منال فشاهدت الحائط وهو يتحطم فوقنا، ووجدنا أنفسنا تحت الأنقاض ننتظر أي صاروخ من الصواريخ الأربعة ستنهي حياتنا".

وتخبرنا "جنين" أن شقيقها أحمد "المستشار الإداري" كان يقول لهم إن الوقت الآن هو ليس وقت استثمار الأموال وتخزينها، بل وقت شراء الطعام وتخزينه خوفا من المجاعة، وهو ما فعله، ليرحل هو وزوجته وأولاده، ولا يخرج شيء من شقته إلا حقيبة المواد الغذائية، ويعيش من نجا من بعدهم شهورا في المجاعة.

وتردف: "اعتدنا على أن نستمع لخططه القائمة على المعطيات المتوفرة، يُدربنا على إخلاء البيت، يوزع أغراض البيت علينا، ليكون من نصيبي حقيبة الوثائق الرسمية وجهازي قياس الضغط، ولكن القدر كان له خطة أخرى".

وتستطرد: "ذهبت كل حساباتنا ومعادلاتنا المنطقية تحت أنقاض البيت، في ليلة كنا نحسبها آمنة، فالكلمة الأولى والأخيرة كانت كلها لله، حيث الحسابات مختلفة عن حساباتنا البشرية وهو رب المستحيلات".

وتختم ضيفتنا بالقول: "طيلة ست سنوات كنت أدعي لوالدي بعد رحيله أن يجعل مثواه الجنة بصحبة من يحبهم ويحبونه، لتأتي ذكرى وفاته السابعة وهو بصحبة العائلة"، مضيفة: "برحيلهم انخفض صوت ضجيهم في أذني، لكنه ارتفع في قلبي، حتى بات الهدوء لايعرف سبيلا له".

وتسببت حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة في إبادة عائلة بأكملها ومحوها من السجل المدني.

وخلّفت الحرب الشرسة على القطاع استشهاد 41 ألفًا و084 شهيدًا، و95 ألفًا و029 جريحًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.