الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الحرب الأخيرة على غزة.. هل انتصر الفلسطينيون في معركة الصورة؟

حجم الخط
609fe4b84236046ede206649.jpg
أحمد البيتاوي-وكالة سند للأنباء

بينما كانت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي يتبادلان القذائف والصواريخ، كانت معركة أخرى تدور بين الطرفين في مواقع مختلفة من العالم، عنوانها الصراع على موقف الرأي العام العالمي باستخدام الكلمة والصورة.

ورغم قصر عمر هذه المعركة بالمقارنة مع الجولات السابقة في 2008 و2012 و 2014، غير أن الـ(11 يوماً) كانت كافية لتظهر تغيراً ملحوظاً في مزاج الشارع الغربي والأمريكي ووسائل الإعلام، لصالح القضية الفلسطينية، وذلك وفقاً لكثير من المراقبين.

تغير في المشهد الإعلامي

يقول الباحث والمحلل السياسي توفيق طعمة المقيم في الولايات المتحدة: إن "الأحداث التي سبقت الحرب والصور التي خرجت من حي الشيخ جراح واعتداء الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى في شهر رمضان، كلها مشاهد ساهمت بالتمهيد لتبني الرواية الفلسطينية عالمياً".

ويشير "طعمة" إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية كانت في البداية تتبنى الرواية الإسرائيلية، لكن بعد خروج هذا الكم الكبير من المسيرات المنددة بالاحتلال وموقف التقدميين في الحزب الديمقراطي في الكونجرس وحالة التنديد الدولي أدت لحدوث تغير واضح في تغطية الحدث".

"طوال فترة مكوثي في الولايات المتحدة والتي جاوزت الـ40 عاماً، لم أر هذا الكم من المشاركين في المسيرات الداعمة لفلسطين، حيث وصل عددهم في بعض الولايات لربع مليون متظاهر، 60% منهم ليسوا عرباً ولا مسلمين ويمثلون عرقيات وأجناسا مختلفة".

وفي حديثه مع "وكالة سند للأنباء" يذكر "طعمة" أن مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة الوصل إليها من خلال الهواتف الذكية، كان لها دور كبير في وصول صورة ما يجري في الأراضي الفلسطينية للمجتمع الغربي والأمريكي".

ونبه إلى أنه ورغم أن "الفيسبوك وتوتير والانستجرام حاربوا المحتوى الفلسطيني، غير أن الكثير من الناشطين استطاعوا اختراق هذه الأدوات".

ووفقاً لشركة تيك توك الصينية، فإن 55% من سكان العالم شاهدوا فيديوهات عبر منصتها تحت هاشتاغ #Free_Palestine

وذكرت الشركة أنها تحترم المحتوى الفلسطيني ولا ترغب بالتشويش عليه، وأن المساحة الواسعة التي وصل إليها هذا المحتوى دليل على احترامه عالمياً.

وعن أسباب تحول الشارع الغربي في دعمه للقضية الفلسطينية، فيشير "طعمة" إلى أن صواريخ المقاومة التي وصلت للقدس وتل أبيب وقدرتها التدميرية صنعت حالة من الصدمة للرأي العام الأجنبي وحتى "البنتاغون" نفسه.

ويرى أن "المجتمع الدولي لا يرى بعينه غير القوي".

يعتقد "طعمة" أن الفلسطينيين ربحوا المعركة الإعلامية ضد الاحتلال؛ فالرواية الفلسطينية صارت هي المتبناة في المجتمع الغربي والأمريكي، مقابل رواية احتلالية كاذبة ومضللة ومشوهة.

وبشأن المطلوب فعله للبناء على التفاعل الأجنبي مع القضية الفلسطينية، يقول المختص إن "المعركة لم تنتهي بعد وعلينا الاستمرار في ميدان نشر الوعي في أوساط الغربيين والترويج للقضية الفلسطينية باستخدام أدوات قريبة من عين وعقل المواطن الغربي".

انتصار لا لبس فيه

من جانبه، يجزم الأمين العام لحركة المبادة الوطنية مصطفى البرغوثي، أن القضية الفلسطينية انتصرت إعلامياً وعسكرياً ودولياً في هذه الجولة.

ومن وجهة نظره فإنه "وإلى جانب الفشل العسكري الإسرائيلي شهد العالم تحولًا غير مسبوق في نصرة القضية الفلسطينية تمثل بخروج مسيرات شارك فيها آلاف المتظاهرين في كبريات العواصم العالمية خاصة في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وبريطانيا، منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس".

ويشدد "البرغوثي" خلال حديثه مع "وكالة سند للأنباء" أن ":"الهيمنة والاستحواذ الإسرائيلي على الإعلام الغربي والأمريكي انتهى، فخلال العدوان الأخير لمسنا موقفاً مغايراً  في تغطية الأحداث من بعض وسائل الإعلام التي كانت تتبنى الرواية الإسرائيلية بشكل كامل كالـ CNN وfox".

 "كما شاهدنا كيف خصصت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية صفحتها الأولى للحديث عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال".

وفي هذا السياق يشير "البرغوثي" إلى الدعم الذي أبداه ممثلون وفنانون عالميون ورياضيون مشهورون للقضية الفلسطينية عبر صفحاتهم الشخصية في  مواقع التواصل الاجتماعي".

ويؤكد على أن القضية الفلسطينية في تقدم كبير عالمياً، لكن المعركة لا زالت مستمرة، خاصة أننا أمام محتل يخصص عشرات الملايين لتحسين صورته عالمياً.

ويشدد أمين حركة المبادرة على أن الأجيال الجديدة في الدول الغربية والولايات المتحدة ومن طلبة الجامعات تحديداً باتت تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية.

ويرى أن هناك حاجة ماسة للبناء على التغيير الحاصل والاستفادة من تحول وتفاعل الشارع وترجمة ذلك لإحداث تغيير في سياسات الحكومات الغربية والأمريكية.

ووفقاً لمراقبين فإن مشاهد تدمير الاحتلال برج الجلاء في غزة الذي الذي ضم مكاتب عدد من المؤسسات الإعلامية، من بينها وكالة أسوشيتد برس وشبكة الجزيرة، أظهر إسرائيل بالدولة التي تحاول إخفاء الحقيقة وطمس الرواية الفلسطينية، حيث لاقت الحادثة ردوداً عالمية منددة.