الساعة 00:00 م
الجمعة 23 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.83 جنيه إسترليني
5.07 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.06 يورو
3.6 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تغير المواقف الأوروبية من حرب الإبادة.. ما السر وما مدى التأثير؟

حماس: لا مفاوضات حقيقية منذ السبت ونتنياهو يُحاول تضليل العالم

منظمات أممية ومحلية لـ سند: الاحتلال يضلل العالم في قضية مساعدات غزة

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

بالفيديو والصور في ذكراها الـ 37.. هكذا أشعلت جباليا انتفاضة الحجارة

حجم الخط
مواجهات خلال الانتفاضة الأولى
غزة- وكالة سند للأنباء

جباليا اليوم، التي تواصل التصدي للعدوان، هي ذاتها جباليا، التي أشعلت انتفاضة الحجارة في مثل هذا اليوم عام 1987.

37 عامًا مرت، ولا زالت جباليا، كما كانت مهد انتفاضة الحجارة، شعلة في التصدي لعدوان الاحتلال، ومجابهة حرب الإبادة الإسرائيلية، المستمرة منذ 429 يوما متتالية.

من جباليا انطلقت انتفاضة الحجارة، عقب استشهاد أربعة عمال على حاجز بيت حانون "ايريز" الاحتلالي عام 1987، بعد أن أقدم مستوطن على دهسهم بشاحنته.

5.png


الشرارة

في صباح اليوم التالي، عم الغضب مخيم جباليا، وانطلقت المظاهرات، والتي تحولت الى مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، أدت الى استشهاد الشاب حاتم السيسي، ليكون أول شهيد في الانتفاضة المباركة.

وكما كان طوفان الأقصى، ردا على انتهاكات الاحتلال وجبروته، كان اندلاع انتفاضة الحجارة، محصلة لعشرين عاماً من بطش الاحتلال وظلمه، وقوانين الطوارئ والمخططات الاستيطانية ومحاولات التهويد لكافة المقدسات.

الحجر، كان السلاح الأول الذي قارع به أطفال وشباب ونساء فلسطين، جيش الاحتلال، الذي اتخّذ آلياته العسكرية درعا واقيا له.

3.png


 

إلى جانب الحجارة، استخدم الفلسطينيون أدوات بسيطة في التصّدي لـ"الاحتلال"، مثل الزجاجات الحارقة المعروفة باسم "مولوتوف".

الاحتلال الإسرائيلي اتخذ من القمع، أداة لمواجهة راشقي الحجارة إضافة لسياسة "تكسير العظام" التي اتبعها الجنود بحق الثائرين وانتهج سياسة فرض حظر التجول لإخماد الانتفاضة.

وشكل الشباب الفلسطيني في ذلك الوقت العنصر الأساسي المشارك بالانتفاضة، وقامت بقيادتها وتوجيهها القيادة الوطنية الموحدة للثورة، وهي عبارة عن اتحاد مجموعة من الفصائل الفلسطينية السياسية، والذي كانت تهدف بشكل أساسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والحصول على الاستقلال.

واتسمت انتفاضة الحجارة بالعصيان المدني الواسع، وبالشمولية والسرية والتنظيم الجيد والمشاركة الفاعلة من كل شرائح المجتمع.

4.jpg


وكانت الانتفاضة هي الردّ الإبداعي للشعب الفلسطيني على الانسداد السياسي الذي وصلت إليه قضيتهم، والردّ العملي على عجز قيادته في الخارج، عن حماية أهل الداخل وتوفير حياة كريمة لهم ينعمون فيها بالحرية.

ولم تقتصر المشاركة في انتفاضة الحجارة على أهالي قطاع غزة والضفة الغربية، بل امتدت لتصل إلى فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، وأعلنوا أنهم جزء لا يتجزأ منها.

وشكلت الكتابة على الجدران، إحدى وسائل التعبئة والتنظيم في تلك الحقبة من حياة الشعب الفلسطيني، وفي الوقت الذي غابت فيه وسائل الإعلام.

عمليات الأسر

ومثلما وضع مهندسو طوفان الأقصى نصب عينيهم تحرير الأسرى، فقد كان ذلك امتدادا لذات النهج الذي رسخته انفاضة الحجارة، بأسر الجنود والمستوطنين لإجراء عملية تبادل.

في عام 1989 بدأت أولى العمليات المسلحة بأسر الجندي (آفي ساسبورتس) ثم الجندي (إيلان سعدون) في أيار (1989م)، ثم الجندي (نسيم توليدانو) في كانون الأول (1992م)، ولاحقا الجندي نخشون فاكسمان، الذي كان قائد الطوفان محمد الضيف، هو في حينه مهندس عملية الأسر.

وردت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعنف على الانتفاضة، حيث أغلقت الجامعات الفلسطينية وأبعدت مئات النشطاء ودمرت منازل الفلسطينيين.

وبحسب بيانات رسمية، تقدّر حصيلة شهداء انتفاضة الحجارة، بحوالي 1162 فلسطينيا، بينهم حوالي 241 طفلا، فيما أصيب نحو 90 ألفا آخرين.

استمرت هذه الانتفاضة لمدة 6 سنوات، قبل أن تنتهي بتوقيع اتفاقية أوسلو بين "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية، عام 1993.

1.jpg


وتأتي ذكرى الانتفاضة في وقت يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكما رددها في حينه الشاعر نزار قباني مخطابًا أطفال الحجارة: يا تلاميذ غزة علمونا.. لا يزال أبناء غزة حتى يومنا هذا يعلموننا معاني المقاومة المكللة بالعزة والكرامة.