واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، العدوان العسكري واجتياح مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتها، شمالي الضفة الغربية، وسط استمرار عمليات تدمير المنازل والبنية التحتية وإجبار المواطنين على النزوح من منازلهم.
العدوان على جنين يدخل شهره الثالث
ودخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة ومخيم جنين شهره الثالث، وسط عمليات تجريف وإحراق منازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.
وأفادت مصادر محلية أن جرافات الاحتلال وضعت سواتر ترابية في محيط مسجد طوالبة عند المدخل الشمالي لمخيم جنين، وأطلق الاحتلال طائرات مسيّرة في سماء المدينة والمخيم.
ويواصل جيش الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية برفقة صهاريج الوقود من حاجز الجلمة إلى محيط مخيم جنين الخالي من السكان.
ويجري جيش الاحتلال تدريبات عسكرية في محيط حاجز الجلمة العسكري شمال جنين، ويطلق الرصاص الحي من وقت إلى آخر في محيط مخيم جنين.
واقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم عددا من القرى والبلدات جنوب وغرب جنين، واعتقلت 3 مواطنين.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدات جبع، وعرابة، وسيريس جنوبا، وبرقين وكفردان غربا، وداهمت عدة منازل وفتشتها، واعتقلت الشاب رمزي خلوف من منزله في برقين، والشابين حسين معاوية قعدان، وعماد فراس حمدان من عرابة.
واقتحمت مجموعة من المستوطنين موقع المستوطنة المخلاة التي كانت مقامة على أراضي بلدة صانور جنوب جنين، وقاموا بزراعة عدد من الأشجار فيها.
إلى ذلك، قال محافظ جنين كمال أبو الرب، في تصريح اليوم الأحد، إن عدد النازحين وصل الى 21 ألف نازح، موزعين على عموم المحافظة، حيث يتواجد في المدينة 6 آلاف نازح، فيما يسكن 3200 في سكنات الجامعة العربية الأمريكية، وتستقبل ببدة برقين 4181 نازحا.
وأكد أبو الرب مواصلة الجهود لحل أزمة النزوح المؤقت في محافظتي جنين وطولكرم من خلال توفير "كرفانات" في أراض قريبة من المخيمات.
ووصل عدد الشهداء في محافظة جنين منذ بدء العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين قبل 90 يوما، إلى 38 شهيدا، بالإضافة لعشرات المصابين والمعتقلين.
عدوان متواصل في طولكرم ومخيميها
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الـ84، على التوالي، ولليوم الـ71 على مخيم نور شمس، في ظل استمرار إطلاق النار والانفجارات واقتحام المنازل وتخريب محتوياتها والاعتداء على سكانها وطردهم منها بالقوة.
وأفادت مصادر محلية أن انفجارا ضخما سمع دويه فجر اليوم في مخيم طولكرم، تبعه تصاعد ألسنة الدخان بكثافة.
ويواصل الاحتلال فرض حصار مشدد على المخيم الذي بات شبه خال تماما من السكان بعد تهجيرهم قسرا من منازلهم.
وأقدمت جرافات الاحتلال على تجريف إضافي للشوارع المدمرة بالكامل في مخيم طولكرم، وأغلقت المدخل الغربي للمخيم من جهة حارة المقاطعة بالسواتر الترابية، فيما تنتشر قوات الاحتلال في أحياء المخيم وتستولي على المنازل، وتغلق العديد من المداخل بالأسلاك الشائكة.
وشهدت مدينة طولكرم الليلة الماضية انتشارا مكثفا لآليات الاحتلال وقوات المشاة، وتمركزت في محيط ميدان جمال عبد الناصر، وشارع الحدادين، والحي الشرقي، وأطلقت قنابل الصوت باتجاه المركبات والمواطنين في وسط المدينة، واعتقلت شابا كان متواجدا في المكان.
واقتحمت قوات الاحتلال عددا من المحلات التجارية في الحي الشرقي للمدينة، وحققت مع المواطنين المتواجدين فيها للتحقيق الميداني.
كما اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية ذنابة وحارة السلام شرقي المدينة، وداهمت عددا من المنازل، وفتشتها، وحققت ميدانيا مع أصحابها.
وشهدت حارة المحجر في مخيم نور شمس طوال ساعات الليلة الماضية إطلاقا كثيفا للنيران من قبل جنود الاحتلال، وعمليات اقتحام طالت عشرات المنازل وتخريب لمركبات المواطنين.
وأجبرت قوات الاحتلال نحو 10 عائلات من منطقة جبل النصر في مخيم نور شمس، ومنطقة غرب المخيم، على إخلاء منازلها قسرا، وأخطرت عائلات أخرى بإخلاء منازلها حتى اليوم الأحد، وأطلقت النار بكثافة لترويع السكان المتبقين.
وتواصل قوات الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها لثكنات عسكرية بعد اجبار سكانه على إخلائها قسرا، تزامنا مع استمرار تمركز آليات الاحتلال في محيطه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من المخيمين، بالإضافة إلى مئات المواطنين من الحي الشمالي للمدينة، بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل بعضها لثكنات عسكرية.
وألحق العدوان دمارا شاملا في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دمر 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.