الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

بالصور المعلمة نهى .. حينَ تكون المهنة وطناً

حجم الخط
57852485_10219201156450201_6626874919839858688_n.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

علامات التوتر بدت واضحة على وجوه الطالبات، والامتحانات تطرق الأبواب، قلقٌ يساورهم في كل لحظة، وانشغال مستمر في محاولة جمعِ وفهم كل المعلومات في كتاب الكيمياء، لكن قلباً واحداً لم يكن ليترك تلك الوجوه يأكلها الخوف والخشية.

"طالباتي، بناتي الحبيبات، سآخذكم اليوم نزهة"، هذا ما قالته المعلمة نهى لطالباتها في الثانوية العامة، صحبتهم برفقتها إلى شاطئ البحر، في خيمةٍ بعيدة عن الناس، وأخبرتهن بأن هذا يومكن، وعليكن الاستمتاع قدر الإمكان.

تغييرٌ للبيئة الصفية

تخللت الجلسة على الشاطئ شرحٌ لدرس الكيمياء في وسط بيئة صفية مغايرة للتي عهدنها الطالبات، تضمنت تطبيق لاستراتيجيات وتجارب ومسابقات ترفيهية، الأمر الذي منح الطالبات شعوراً بالسعادة والفهم العميق.

ولأن الطالبات هنّ جزءاً لا يتجزأ منها، أنشأت المعلمة نهى حلس من مدرسة بشير الريس في مدينة غزة مبادرة حملت عنوان "مبادرة سحر الكيمياء بين الإثارة والعطاء".

وعن السبب الذي دفعها لإنشاء هذه المبادرة تقول حلس لـ "وكالة سند للأنباء":" نظراً لعزوف الطالبات عن المادة العلمية، قررت أن أخلق جسراً من الحب بين الطالبات ومادة الكيمياء، من خلال تغيير طريقة الشرح، وتنظيم الرحلات التعليمية، والمعارض، وتطبيق المواد النظرية بشكل عملي".

وتضيف: " لقد اتبعت استراتيجية المعلم الصغير من خلال توسيع آفاقهم ودفعهم لتطبيق العديد من التجارب بطرقهم المختلفة، كأن يصنعوا وسائل من صنع أيديهم لرسم العناصر الكيميائية باستخدام مواد طبيعية مختلفة".
 

82082044_10221570878811779_6390098071505600512_n.jpg
 

جرعة سعادة

تلك الرغبة في التغيير، تستنفذُ وقتاً إضافيا ًعن الحصص الدراسية المقررة، فتلجأ حلس لتخصيص حصص إضافية أو استغلال الحصص التي تتغيب فيها معلمة أخرى، من أجل إعطاء الطالبات أكبر قدر ممكن من الفائدة.

"معلمة نهى نحن ننتظر حصة الكيمياء على أحر من الجمر" هذه الجملة بمثابة جرعة من السعادة يمنحونها لقلب المعلمة نهى، فتزيدها همةً ورغبة وشغفاً في منح طالباتها المزيد من الاهتمام والوقت.

بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول، استمر تفكير المعلمة في كيفية إفادة طالباتها بكافة الوسائل والطرق المتاحة، فقررت اصطحاب طالباتها إلى المختبرات العلمية في الجامعة الإسلامية، وإجراء العديد من التجارب عن قرب، الأمر الذي حفزهم لمحاولة تطبيقها في مدرستهم بعد العودة للدراسة، ونقلها لغيرهم من الطالبات.

لم يقتصر جهد المعلمة حلس على الرحلات، بل تقيم الدورات التعليمية خلال الإجازات السنوية، ومن أجل منح طالباتها قدرة على فهم الواقع وصنع شيء مميز، قررت أن تشاطر طالباتها في صنع تجربةٍ مميزة.

قررت حلس أن تشارك برفقة طالباتها في معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا، لتحصل على المرتبة الأولى على مشروع تحويل مخلفات أوراق شجر الكينيا إلى فحم صديق للبيئة.

هذه التجربة أخذت الكثير من الجهد والوقت منهم، لكنها صنعت لهم ذكريات جميلة معاً، وثّقت بالصور وتتوجت بالإنجاز والتفوق، وعززت في قلوب الطالبات حب الكيمياء بشكل كبير جداً.

81854027_10221570881731852_7965798693393661952_n.jpg
 

online

وحين اقتراب الامتحانات، كعادتها التي عهدتها طالباتها، كتبت المعلمة نهى حلس لطالباتها عبر صفحتها على الفيس بوك "طالباتي العزيزات أنا Online لمنتصف الليل أستقبل أسئلتكم في مادة الكيمياء على Classroom أوالواتس آب أو الماسنجر بالتوفيق لكم".

وتحاول معلمة الكيمياء استغلال شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتس أب من أجل المذاكرة والمراجعة مع طالباتها خاصة في فترة الامتحانات.

لجأت حلس لاستخدام هذه الوسيلة منذ بداية العام الدراسي، من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة لطالباتها بعد انتهاء وقت الحصص الصفية، ويزيد استخدامها أثناء فترة الامتحانات للإجابة على جميع أسئلة واستفسارات الطالبات.

في بادئ الأمر، كان الأمر مقتصراً على مساعدة المعلمة حلس لطالباتها التي تعلمهم في المرحلة الثانوية والثانوية العامة، ثم توسع الأمر ليشمل طالبات وطلاب من مدارس أخرى يرغبون في السؤال والمعرفة.

وعن توجهها لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ترى حلس أنه ينبغي مواكبة العصر الحديث والسعي من أجل استغلاله واستثماره بشكل فعال ومجدي، يعود بالنفع على الطلبة والجميع.

وتعمل حلس على الإجابة قدر المستطاع عن التساؤلات وشرح المعلومات المنهجية بطريقة تفاعلية وفق أساليب تتناسب مع خصوصية مادة الكيمياء مع الاهتمام بتبسيط المعلومات.

 كما وتتعمد الإجابة بطريقة تفيد الطلبة ويسهل العودة إليها في أي وقت خاص، في ظل ما تتميز به منصات التواصل الاجتماعية من حفظ وأرشيف المعلومات، وذلك يتطلب منها وقتاً طويلاً قد يصل لسبع ساعات متواصلة من خلال كتابة الإجابات وشرحها بشكل تفصيلي وتصويرها بالفيديو.

81384905_2912281655478163_3012766240696434688_n.png
 

دوافعٌ للإنجاز

وعن دافع كلُ إنجازات حلس توضح لــ "وكالة سند للأنباء"، أن ذلك ينبع من الحب الشديد لمهنة تدريس مادة الكيمياء، والانتماء إليها بإخلاص، ورغبتي في تحبيب الطالبات بالمادة العلمية وتغيير النمط السائد عنها بأنها مادة جافة.

وتشير إلى أن المعلم لا يقتصر دوره على التعليم فقط، بل هو مربي ومرشد وصديق لطلابه قبل ذلك، ومتى أحبّ الطلبة معلمهم، سيتفانون في إسعاده من خلال بذل كل جهدٍ ممكن من أجل أن يحصلوا على درجات مرتفعة تقنعه بأنهم مهتمون.

81483091_10221570890812079_1168193862850576384_n.jpg
 

وعن الضغط التي من الممكن أن تمر به المعلمة حلس بين واجباتها المدرسية والبيتية، تؤكد أن المعلم الناجح يستطيع أن يوفق بين العمل والبيت، فالمدرسة ليست وظيفة لي حسب، بل هي جزء لا يتجزأ منها ولا تستطيع التخلي عنها حال عودتها إلى المنزل.

10 أعوامٍ في ظل أنصاف رواتب يتقاضها الموظفون الحكوميون، لم يؤثر ولو لشيء بسيط على عطاء المعلمة حلس، وعن ذلك تقول:" لا تقاس كافة الأمور بالشيء المادي، فهناك أشياء أسمى من أن نحصر حجمها بحجم ما نأخذه مقابل منحه".

وتختتم المعلمة حلس حديثها لــ "وكالة سند للأنباء"، أنّ كل ما ترغبه خلال عملها المهني، أن تترك أثراً طيبا ًفي نفوس طالباتها، أن تحدث تغييراً في حياتهم للأفضل، حتى لو بعد حين"، وهذا الأمر الذي يصدقه الواقع في استمرار علاقة الكثير من الطالبات مع حلس بعد تخرجهم حتى من الجامعات وتقلدهم لمناصب مختلفة في العمل.

75053204_2423688397958781_6038416601596821504_n.jpg73043844_2423686451292309_2407648985557762048_n.jpg

51373688_2225415291119427_5790942621815799808_o.jpg

81520847_10221570892532122_8397084117958656000_n.jpg

81540673_10221570876211714_3630386721159380992_n.jpg
82436857_10221570898372268_4682959664969678848_n.jpg