الاعتكاف؛ عبادة يتقرب بها العبد إلى الله، بقراءة القرآن وإقامة الصلاة والذكر (..)، هذا مفهومه خارج المسجد الأقصى. وداخله هي رباط مرتبط بالعقيدة.
وفي نظر الاحتلال، هي "إخلال" بالنظام العام ومحاولة لسلب سلطته على الأقصى فيُكرس كل قوته لمنعها وحصار القائمين بها.
ويصف المعتكفون تلك العبادة بـ "الحج الأصغر"، حيث يجتمع خلالها مسلمون من كافة الجنسيات يلتفون في ساحات الأقصى ومصلياته يتعبدون خاشعين كما يجتمعون في بيت الله الحرام أيام الحج.
تحت تهديد السلاح والاعتقال، أجبر الاحتلال المعتكفين في الأقصى خلال اليومين الماضيين على الخروج من ساحاته والبحث عن مكان آخر للتعبّد والاعتكاف فيه.
واقع جديد
الناشط الفلسطيني علي الحنبلي، اعتبر اقتحام الأقصى ومنع الاعتكاف "محاولة لفرض واقع جديد، يتمثل بإنهاء الاعتكاف الرمضاني بشكل كامل أو اقتصاره على ليلتيّ الخميس والجمعة".
وأضاف الحنبلي: "بعد تثبيت الاقتحامات الصباحية حتى في شهر رمضان، فتح الاحتلال شهيته لخطوات جديدة وخطيرة في محاربة العبادة والتهويد في الأقصى".
ولفت النظر في حديثه لـ "سند للأنباء"، إلى أن من واجب الجميع العمل على فضح أفعال الاحتلال وحث الناس على الصلاة والاعتكاف في الأقصى.
وحذر من أن ينجح الاحتلال في فرض مبتغاه على الأقصى.
الاعتكاف وأمن الاحتلال
وتساءل المقدسي عبد العفو زغير، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، هل يُهدد المعتكفين في الأقصى، وجلهم من كبار السن، أمن إسرائيل ليتم ترهيبهم وإخراجهم بعد منتصف الليل؟!
وكًتب زغير "قرار الاعتكاف في المسجد الأقصى يخص المسلمين وحدهم فقط، فهي عبادة لا يحق بأي حال من الأحوال للاحتلال وأذرعه التدخل بها بمنعها أو تحديد أيامها وكيفيتها".
حق لكل مسلم
وأما دائرة الأوقاف الإسلامية، فقد استنكرت اقتحام الأقصى بشكل متتالي وإخراج المعتكفين الآمنين فيه.
واعتبرت الأوقاف، أن الاحتلال يحاول فرض سيطرته على الأقصى من خلال التهديد والترويع.
وبيّن الشيخ ناجح بكيرات؛ نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن الأوقاف لن تسمح للاحتلال بالتحكم في شؤون المسجد الأقصى أو فرض وقائع جديدة عليه وعلى زواره.
وأشار بكيرات في حديث لـ "سند للأنباء"، إلى أن الاعتكاف في الأقصى هو حق لكل مسلم من أي جنسية كانت ولا يحق لأي كان أن يسلبه هذا الحق.
الاستفراد بالأقصى
ويرى أن الاحتلال يحاول الاستفراد بالأقصى، "حيث أنه يمنع الاعتكاف ليلًا ليستفرد المستوطنون فيه صباحًا".
وشدد على أن الاعتكاف في الأقصى "الوسيلة الأقوى للدفاع عن المسجد أمام التهويد، والاقتحامات اليومية، والتقسيم المكاني والزماني، وصد منظمات الهيكل المزعوم التي تطالب بهدم المسجد".
وذكر بكيرات أن منع الاحتلال للاعتكاف في الأقصى "أمر منافٍ لجميع القوانين الإنسانية والدولية".
واستطرد: "أين حق العبادة الذي ينادي فيه العالم في كل مكان؟!".
وأكد أن منع الاعتكاف في الأقصى "لا يقل إرهابًا عن قتل المصلين في مساجد نيوزيلاندا".
ولفت الى أن دائرة الأوقاف لم تترك المعتكفين في زقاق القدس بل افتتحت لهم مسجد المئذنة الحمراء في حارة السعدية ليقيموا عباداتهم.
