تفاصيل صغيرة، لكنها تعج بالحياة، بالروح، بالحب والجمال، قبسٌ من الورد، وخط عربي جميل، ورائحة الماضي، كلُ عناوين الجمال تلك، تجتمع في هدايا صغيرةٍ، كل حرفٍ فيها ممزوج بالحب والعطاء.

مشروع بدأ بالشغف الكبير، والحب اللامحدود، والرغبة في إدخال السرور على قلوب من حولها، هكذا بدأت الشابة شيماء أبو سعيفان من مدينة غزة، حينما قررت استغلال هوايتها في صنع الهدايا بشكل يدوي، لافتتاح مشروعها "Details" " تفاصيل صنعت بحب".

وعن بداية الفكرة توضح شيماء لـ"وكالة سند للأنباء" إنها تصنع الهدايا منذ ثلاث سنوات، وتعرض الصور على صفحتها الشخصية، كونها شخص يحب أن يبادل الهدايا المصنوعة باليد مع أصدقاءها.

حب وهمة

جمال التفاصيل، دفع الكثيرين من حول شيماء إلى جعلها تصنع مشروعها الخاص، وإطلاق هذه الفكرة عبر موقع الانستجرام، خاصة بعد تخرجها من قسم اللغة العربية، وعدم رغبتها الانتظار في طوابير البطالة.

وفي ظل دعم والدي شيماء انطلقت في مشروعها بهمة وحب كبيرين، تصنع دفاتر الذكريات واللوحات الجميلة، مستغلة بذلك وقت فراغها في شيء يعود بالنفع عليها سواءً على الصعيد المعنوي والمادي.

وحول إنتاجاتها تبين أبو سعيفان أنها طورت على أفكارها، وأصبحت تنتج كل عملٍ بطابع خاص يحمل هوية الزبون، ما لا يدع مجالاً لتكرير النماذج، وإضفاء لمسات فريدة في كل عمل على حدا.

لم تتوقف شيماء على تطوير الأدوات والمواد الخام المستخدمة والتصاميم، لتطور نفسها وتضيف تفاصيلاً جديدة على هداياها، بل طورت من نفسها في كتابة الخط العربي الذي يضفي على الهدايا لمسة خاصة.

الكثير من الإنتاجات التي لاقت إعجاب المتابعين في صفحة ""detailsh، الخاصة بشيماء، ككتابة الرسائل بخط اليد، قواطع الكتب، دفاتر ذكريات، لوحات فلين، مظاريف رسائل مصنوعة يدويا، كفرات جوالات، تغليفات، كتابة على الزجاج، كتابة على القطع الخشبية وغيرها.

لمسات فريدة

ما يميز عمل شيماء عن غيرها من المشاريع، أن لكل قطعة فنية لا يوجد لها نسخة أخرى، أي كل عمل له طابع من شخصية الزبون، بالإضافة للخط العربي الجميل، الأمر الذي شجع وزاد من نسبة الإقبال على إنتاجاتها.

وبالرغم من التعب والجهد الكبير الذي تبذله شيماء حين اختيار فكرة جديدة ما لزبونها، من أجل أن يكون الطلب مرضياً ويلبي ذوق الزبون، إلا أن مشاعر السعادة تصاحبها في كل لحظة وهي تضع لمساتها وتصب إبداعها، لتحيل كل قطعة إلى لوحة فنية مميزة تملأها الروح وتنبض بالحياة.  

وحول أكثر الإنتاجات المميزة لدى شيماء "دفتر الذكريات"، وعن تفاصيله تقول لـ"وكالة سند للأنباء": "يشمل الدفتر صور شخصية، صور قصاصات أو شخصيات مفضلة لدى الزبون أيضاً رسائل ومحادثات، ويمكن أن يحتوي اقتباسات من رواية مفضلة، وأحياناً لصور فنانين أو شعراء أو مناضلين للزبائن".

وتستطيع أن تصنع أي فكرة يرغبها الزبون يغلب عليها الطابع الورقي، ويكون محتواه بخط اليد أو مطبوع مع لمسات فنية مثل الورد الطبيعي، طابع البريد، ورق قديم من جرائد أو كتب، خلفيات ملونة ومجرات، قصاصات.

إنتاجٌ رغم المعوقات

وتضيف:" حين أنجز الطلبات أشعر بسعادة غامرة لدرجة أحياناً، يعز علي بيعها، لكني أشعر بسعادة أكبر عندما يصلني رد الزبون، ورأي صاحب الهدية، وردة فعله عند استلامهم للهدية، فيغمرني الفرح، كون الهدايا كانت صادقة وزادت من روابط المحبة بين القلوب".

 وعن المعوقات التي قد تواجهها شيماء أحياناً في عملها، قلة رأس المال اللازم لتطوير الأفكار اللامتناهية، وشح الموارد والمواد الخام وعدم توفرها في القطاع، ما يدفعها لتوفيرها من الخارج بأسعار مرتفعة، بالإضافة إلى بيع المنتجات بأسعار رمزية مراعاة لظروف الناس، إلى جانب ضعف شبكات الانترنت وعدم وجود مكان خاص للعمل.

وتتمنى شيماء أن يستغل كل شخص موهبته، وأن يطورها ويتعلم شيئاً جديداً يعود بالنفع عليه، وأن يمتلأ بالإيمان وعدم اليأس.