ترعرع في كنفٍ وطنٍ أصيل، أحبه حتى توغل في تفاصيل حياته، يجذبه التراث القديم الجميل، وينتابه شعورٌ دائم أنه أمينٌ لتلك الذكريات التي تُعبر عن الهوية الفلسطينية، شبّ على عالم التراث الجميل، وانطلق فيه محباً شغوفاً.
حينما يُمزج حب الوطن والعمل معاً، تظهر منتجات الشاب زهران شعيب من بلدة عورتا جنوب نابلس، لتجذبك إلى البساطة والجمال وعراقة الماضي، وتُجمع في منتجات تراثية أنيقة وجميلة.
في السادسة عشرَ من عمره، اختار لنفسه طريقاً محدداً، وهو الحفاظ على التراث الفلسطيني، فانخرط في هذا المجال، حتى أصبحت حرفته التي يعيشُ عليها بفخرٍ مضاعف، ليُصبح علماً يُشار إليه في عالم التراث.
مشغولات مميزة
وبالرغم من اقتصار هذه المهنة في الغالب على الإناث، إلا أن شعيب حجز مكاناً وتميز في هذا المجال بشكل واضح.
وعن بداية مشواره يوضح لـ"وكالة سند للأنباء" أنه بدأ بتجميع القطع الأثرية القديمة التي تعود لزمن أجداده، ويطرزّ عليها كلمات فلسطينية، ويصنع بعض الأدوات من مادة الفخار، ثم تطور الأمر بشكل واضح، ليمتلك الكثير من أفكار المشغولات اليدوية والمتنوعة، المميزة بنمط التراث الفلسطيني.
ويحاول شعيب من خلال هذه المهنة تجهيز مشغولات مميزة بالقماش التراثي، منه للمحافظة على التراث وبث روح التجديد فيه، وكذلك تأمين مصدر دخل له ولأسرته.
دعم المنتج اليدوي
ولأن الفلسطيني كُتب عليه الكفاح دائماً في ظل ظروف صعبة، سواء سياسية أو اقتصادية، يرى شعيب أنه يجب أن يتم دعم المنتج اليدوي، والشباب العاملين في هذه المجالات اليدوية، ليستطيعوا تحدي كل تلك المعوقات التي تحيط بهم.
وبالرغم من انتشار جائحة كورونا في الآونة الأخيرة، إلا أن شعيب يبين لـ"وكالة سند للأنباء" أنه لم يستسلم، ولم يجعل "كورونا" حائلاً بينه وبين مهمته، فانطلق في مجال التسويق الالكتروني ووفر التوصيل عبر شركات الشحن والتوصيل، وبأسعار تناسب الوضع الاقتصادي الفلسطيني.
ويشير شعيب إلى أن العديد من التحف والأدوات التي يقوم بالاحتفاظ بها تستخدم بالأفراح الفلسطينية والمناسبات، خاصة الثوب الفلسطيني والشماغ.
قطع أثرية قديمة
كما ويحتفظ بالعديد من القطع الأثرية الفلسطينية التي لا زالت تستخدم في عصرنا هذا منها أدوات جبل الحنا، والسيوف، وقطع أثرية نادرة.
وحول طريقة عمله الحرفية يوضح شعيب أن تطريز القطع يحتاج لوقت طويل، كون العمل يتم يدوياً، وهذا يفسر أن بعض المقتنيات تحتاج لسعر معقول مقابل التعب والجهد المبذولين.
ويبين أن المقتنيات متعددة، منها الحجم الكبير والمتوسط والصغير، وأغلبها تتمتع بسعر يناسب الجميع، وبعض القطع القليلة والتي تحتاج إلى وقت طويل للعمل والتي قد تمتد لأيام وأحياناً لأسابيع قد يكون سعرها مرتفع.
ويتمنى شعيب أن تحظى منتجاته الفريدة والمميزة بانتشار أوسع، وأن يتم توفير الدعم اللازم لأصحاب المشاريع التي تحافظ على التراث الفلسطيني المهدد بالتزوير والسرقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.