الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حاجز قلنديا .. قطعة من العذاب والإذلال

حجم الخط
حاجز قلنديا
الضفة الغربية-سند

يضرب كفيه ببعضهما البعض، والحسرة تملأ قلبه " رجعونا"، وثانٍ يقف متسمراً يرتب أفكاره للقفز من على الجدار المحيط بالقدس المحتلة، وآخر يساوره التردد والقلق من القفز، وبجوارهم شخص لم يبال في شيء، يحاول مرة بعد الأخرى عبور حاجز قلنديا، غاضاً الطرف عن أي خوفٍ أو منع قد يواجهه من قبل جنود الاحتلال.

مشاهدٌ متكررة، تحمل ذات الحوارات ستمر عليك حال وقوفك على حاجز قلنديا، وهو المنفذ الوحيد نحو القدس المحتلة لمواطني الضفة الغربية.

إمعانٌ في الظلم

ويعتبر حاجز قلنديا، أحد أكبر الحواجز العسكرية التي أقامها جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت نهاية سبتمبر/أيلول 2000، يقع جنوب مدينة رام الله على الطريق التي تصلها بمدينة القدس المحتلة.

ويقع الحاجز بمحاذاة بلدة قلنديا التي تقع على مسافة أربعة كيلومترات تقريبا إلى الجنوب من رام الله، وتبعد 11 كيلومترا عن المدينة المقدسة.

ويحيط بالحاجز مناطق عازلة وأسلاك شائكة وحواجز إلكترونية، إضافة إلى بوابات وكاميرات تمنع دخول الأشخاص إلا من خلال ممرات شبيهة بالأقفاص، وحواجز دوارة يرتفع كل واحد منها لأكثر من مترين.

الفلسطينيون يعتبرونه حاجزاً لإذلالهم والإمعان في تعذيبهم، حيث يسبب مصدراً للهم والمعاناة التي يتجرعها العمال والمرضى والموظفون الذين يتنقلون من القدس المحتلة وإليها.

سياسة المنع

أحمد بشارات شابٌ لم يعرف طريقاً للوصول إلى مدينة القدس، سوى القفز من على الجدار، بعد أن أعاده جنود الاحتلال في الكثير من المرات ومنعوه من الدخول.

ويقول لمراسل " سند" : اتفقت مع أحد الشبان أن أقفز عن الجدار ، وبعد أن تجرعت المعاناة والتعب، صعدت هناك ووجدت حبلاً ممتداً دون سلم للنزول، لأتفاجأ أن  الشخص في الجهة المقابلة لم يستطع نصب السلم على الجدار، بسبب كثرة الدوريات الإسرائيلية في المكان".

وتتربع سياسة المنع على هذا الحاجز، حيث منعت سلطات الاحتلال قبل فترة قصيرة من هم دون الأربعين عاماً من دخول وعبور حاجز قلنديا باتجاه القدس المحتلة.

حجج واهية

الحاج موسى مرعي من بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، لم يشفع له تجاوزه 55 عاماً من الدخول عبر الحاجز، ليمنعه الاحتلال من العبور ويطلب منه العودة.

ويقول لــ"سند": لقد حجزنا جنود الاحتلال برفقة المئات في قفص حديدي، ثم أعادنا بالباصات إلى سجن عوفر، وأرجع لنا بطاقاتنا الشخصية، وأخبرنا بقرار منعنا من دخول القدس، بحجة المنع الأمني".

ويضيف مرعي:" تماما كما منعوني من زيارة أبنائي في سجن مجدو لذات السبب، والاحتلال يتعامل مع الأقصي كزيارة السجين".

وعلى الجانب الآخر، مشهدً يخطف قلبك، شابٌ يركض بسرعة كبيرة، والعرق يتصبب من جبينه، يخبر شاباً آخر بأنه نظم لعمليات القفز من على الجدار، إلا أن جنود الاحتلال لاحقوهم، وقد ارتطم بالأرض وسارع في الهرب، بينما تم اعتقال عشرةٌ من العمال بعد قفزهم عن الجدار.

ولأن الاحتلال يُحاول خلق أيّ حجج من أجل منع الفلسطينيين من دخول الحاجز، يقول رجل سبعيني برفقة ابنه لمراسل سـند:" أعادني الجنود، ويبدو أن السبب أن لي ابن أخ استشهد حديثاً في حوارة قبل مدة قصيرة، ولي جار قد كسرت قدمه العام الماضي خلال قفزه عن الجدار".

لا يأس مع الفلسطينيين

اليأس لا يعرف طريقاً لقلب الفلسطيني، حيث يُفكر الشاب أحمد عمارة من القفز عن الجدار، بعد أن منعه الجنود من عبور الحاجز، ويوضح لــ"سند" أنه حاول عدة مرات الدخول من الحاجز، وفي كل مرة يفحص الجندي رقم بطاقته وصورته الشخصية ومن ثم يقول له " ممنوع".

ويرى عمارة أنه في ظل المنع المتكرر له، لا يوجد حل أمامه سوى القفز عن الجدار.

وعلى مدخل حاجز قلنديا من جهة الضفة الغربية، يتجمع المئات من الشبان والممنوعين بحجج أمنية، وأمامهم الجنود يراقبونهم بانتباه شديد، ويطالبونهم بالعودة إلى منازلهم بعد منعهم، والابتعاد عن الحاجز.

ويتعين على كل فلسطيني يرغب في التوجه إلى القدس المحتلة أو القدوم منها إلى وسط الضفة الغربية المرور بهذا الحاجز، حيث يخضع للتفتيش، ويستغرق عبوره أحيانا عدة ساعات.

وقد جعلته إسرائيل أواخر 2001  حاجزاً عسكرياً ضخماً أعاق إلى حد كبير تنقل المدنيين، وعطل الحركة الاقتصادية، وزاد من عزلة القدس.