الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

31 عاما على مجزرة الأقصى الأولى..الانتهاكات متصاعدة

حجم الخط
مجزرة الأقصى.jpeg
القدس-وكالة سند للأنباء

يصادف اليوم الجمعة، الذكرى الواحد والثلاثين لمجزرة الأقصى الأولى، التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في باحات المسجد، قبيل صلاة ظهر الاثنين في 8 أكتوبر عام 1990.

وبدأت المجزرة حين حاول مستوطنو ما يسمى بجماعة "أمناء جبل الهيكل"، وضع حجر الأساس "للهيكل الثالث" في المسجد الأقصى.

تصدى حينها لهم آلاف المصلين، فتدخل جنود الاحتلال وفتحوا النار عشوائيًّا تجاه المصلين المعتكفين في المسجد، ما أسفر عن ارتقاء 22 شهيدًا، وإصابة أكثر من 200 آخرين، واعتقال ما يفوق الـ 270 مصلٍ.

علامة فارقة في استهداف الأقصى

الباحث المختص في شؤون القدس، زياد إبحيص اعتبر أن مجزرة الأقصى كانت بمثابة "العلامة الفارقة" التي أفصحت عن مرحلة جديدة في استهداف الأقصى، عنوانها تكامل الأدوار بين حكومة الاحتلال وجماعات الاحتلال المتطرفة مع الصعود السياسي المتزايد "لليمين الصهيوني".

ويرى إبحيص أن جماعة أمناء الهيكل المتطرفة حظيت بحماية الشرطة وتدخلها المباشر بالرصاص الحي؛ لفرض محاولة وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم في مكان المسجد الأقصى المبارك.

ويضيف ابحيص: "منذ ذلك الحين ازداد حجم جماعات الهيكل المتطرفة فأصبحت 42 مؤسسة اليوم، وبات لها "اتحاد منظمات" ينسق أعمالها ويجمع جهودها في سعيها لتأسيس الهيكل المزعوم".

ويبين أن هذه الجماعات أخذت التمثيل البرلماني في الكنيست منذ عام 2003 لتصل اليوم إلى 23 نائباً في الكنيست الحالي، فيما يتولى رئاسة وزراء الاحتلال أحد المنتمين عضوياً إلى هذه الجماعات، نفتالي بينيت.

 أجندات تهويد الأقصى

ويوضح "ابحيص" أن جماعات الهيكل المتطرفة بلورت، بالتزامن مع صعودها السياسي، ثلاثة أجندات لتهويد الأقصى، تمثلت الأجندة الأولى بالتقسيم الزماني الذي بدأ مع فتح باب الاقتحامات الفردية في 21-8-2003، ثم بفتح باب الاقتحامات الجماعية في 2005.

ووفق للباحث في شؤون القدس، فتلى ذلك محاولة الوصول إلى التقسيم المتساوي الذي أفصح عنه مشروع القانون المقدم إلى الكنيست في شهر 8-2012، الذي اقترح تقسيم الأقصى مناصفة بين المسلمين واليهود، في ساعات الصلاة اليومية والأعياد الأسبوعية والسنوية.

إلا أن "هبة السكاكين" عام 2015 و"هبة باب الاسباط" عام 2017 جعلت جماعات الهيكل تدرك أنها لن تمضي أكثر على هذا الطريق، فانتقلت إلى التقسيم المكاني، وفق "ابحيص".

ويبين "ضيف سند"، أن جماعات الهيكل كانت تطمح من خلال التقسيم المكاني لقضم مصلى باب الرحمة والساحة الشرقية للأقصى، وتحويله لكنيس يهودي، إلا أن المقدسيون أدركوا هذه الأجندة منذ أن بدأت بوادرها.

وبعد أن أدرك الفلسطينيون طموحات ومطامع الجماعات اليهودية، بدأوا بإعادة إعمار الساحة الشرقية على يد المصلين في شهر  يونيو 2018 خلال شهر رمضان المبارك.

وفي شهر فبراير 2019،  حين تمكنت جماهير القدس من فرض إرادتها من جديد، وتبديد وهم التقسيم المكاني باستعادة مصلى باب الرحمة إلى أصله جزءاً لا يتجزأ من الأقصى.

وشكلت وفقا لـ"إبحيص"،  "هبة باب الرحمة" هزة قوية لجماعات الهيكل، التي بدأت تبحث عن أجندة بديلة للتقسيم المكاني، فبلورت في شهر  اغسطس 2019 أجندتها الثالثة، والتي لا تحظى بالاهتمام والتعريف الكافي حتى الآن، وهي فرض الطقوس والعبادات التوراتية الكاملة في الأقصى.

ويوضح "الأجندة الثالثة" تعني أن تتعامل جماعات الهيكل مع المسجد وكأنه الهيكل، وإن كانت الأبنية هي أبنية الأقصى، ولذلك يمكن تسمية هذه الأجندة بـ"التأسيس المعنوي للهيكل".

ويرى أنه بموجب هذه الأجندة التهويدية، أن جماعات الهيكل تحاول في كل عيد أن تنقل ممارسة الطقوس الخاصة به إلى الأقصى، لتقول بأن الأقصى بات مركز العبادة اليهودية، والمركز الديني للكيان الصهيوني.

ويشير إلى أن جماعات الهيك حرصوا في رأس السنة العبرية على نفخ البوق، وفي "عيد الغفران" التوراتي نفذوا ما يعرف بمحاكاة قربان الغفران، وخلال "عيد العُرش" أدخلوا القرابين النباتية.

وفي الإطار ذاته، يضيف ابحيص "يأتي تغيير شرطة الاحتلال لقواعدها بالسماح بعبادات اليهود في الأقصى ما دامت بعيدة عن كاميرات حراس الأقصى والمرابطين، وقد تعزز ذلك في قرار محكمة الاحتلال باعتبار صلاة اليهود في الأقصى عملاً مشروعاً لا يمكن تجريمه".

 الخطط والمواسم القادمة

وفيما يتعلق بالخطط اليهودية القادمة، يبيّن ابحيص، أن جماعات الهيكل واليمين الصهيوني المتطرف يتجهان نحو موسمين مهمين من الأعياد التوراتية، يمتد الأول "عيد الأنوار" التوراتي ما بين 28-11 وحتى 4-12-2021.

ونوه إلى أنه من المتوقع أن تحاول خلاله إدخال الشمعدان وإشعاله في الأقصى ليلاً، "فلا بد من اليقظة لمنع هذه المحاولة برباطٍ في البلدة القديمة وبتحركات جماهيرية وإعلامية".

أما الموسم الثاني فهو "عيد الفصح" العبري الذي يتوقع أن يقع بأيامه السبعة في رمضان، وتحديداً ما بين 15-21 من رمضان المقبل، وسيحاول المتطرفون خلاله الدخول للأقصى وأداء الطقوس بأعدادٍ كبيرة بصفته أحد "أعياد الحج" التوراتية.

كما ستكون محاولتهم الأخطر لإدخال القربان الحيواني وذبحه وتقديمه في الأقصى، وهو ما يحلمون به منذ سنوات باعتباره إشارة الخلاص، وهو ما يعني أن رمضان المقبل ربما يكون مرشحاً لمواجهة قادمة على الأقصى، يختم "ابحيص".

                      الهدف ذاته..بمسميات مختلفة

من جهته قال المختص في علوم بيت المقدس، عبد الله معروف، أن واقع المسجد الأقصى اليوم هو الأكثر صعوبة حيث أن هذا الوضع يمر على المسجد للمرة الأولى منذ احتلاله عام 1967.

ويقول "الخطر الأساسي الذي يحيط بالأقصى اليوم، هو تعامل جماعات الهيكل معه كمقدس يهودي من خلال فرض إقامة الطقوس التوراتية داخله، بتساوق واضح بين من هذه الجماعات وحكومتها المتمثلة بالشرطة الإسرائيلية، والتي تعمل على تغيير الوضع القائم بالأقصى لكن بهدوء.

وأوضح "معروف"، أن الفرق بين واقع الأقصى اليوم وما جرى قبل ٣١ عام، في مجزرة الأقصى الأولى، هو أن الجماعات المتطرفة كانت تعرف باسم "منظمة أمناء المعبد" عملت على ذات الهدف التي يعمل عليه اليوم ما يعرف بـ "اتحاد منظمات المعبد".

وتسعى الجماعات بقلب الواقع في الاقصى وإقامة مبنى للطقوس داخله، كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم، إلا أن هذه الجماعات كانت تلجأ قبل ٣١ عام للمحاولات السريعة والفجّة لتغيير واقع الأقصى ما أدى إلى اصطدامات كبرى منها مجزرة الأقصى.

أما اليوم، فيرى "معروف" أنه من الواضح أن الجماعات المتطرفة تعلمت من التاريخ وفهمت أنها أضعف من أن تقوم بتغيير الواقع بقوة وسرعة لذلك تلجأ للحِيل من خلال "التغيير الصامت".

 الصلاة "الصامتة"

واعتبر "معروف" أن القرار الصادر عن محاكم الاحتلال والذي ينص على أن للمستوطنين الحق في الصلاة الصامتة داخل الاقصى، خير مثال على محاولات الاحتلال الهادئة لتأسيس الهيكل معنوياً داخل الاقصى، بعد فشلهم بإقامته حقيقة على الأرض.

ويضيف "بعد ٣١ عام نشهد محاولات حثيثة من قبل الاحتلال بحسم قضية الأقصى، بحيث أننا لم نعد نتكلم عن سنوات للتغيير، إنما هي أسابيع وأشهر لإنجاز مخططات تغيير واقع الأقصى، والتي تعتبر جماعات المستوطنين أنها تأخرت كثيراً في إنجازها".

ويوضح معروف أن تصاعد مخططات الاحتلال تستدعي من المستوى الشعبي والمستوى الرسمي الوعي الكامل لحجم المشكلة وحجم الخطورة، وبالتالي ارتقاء الفعل لنفس حجم الخطورة.