الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالصور حديقة عامة من إعادة تدوير المخلّفات في نابلس

حجم الخط
245517896_4480404738665462_8997530395911148666_n.jpg
نابلس – وكالة سند للأنباء

بعد ساعاتٍ متواصلة من العمل الدؤوب، يُخرج "أيمن" أخيرًا من بين يديه قطع فنيّة جميلة ومفيدة، بعد أن كان مصيرها مكبّ النفايات أو الحرق لإتلافها، ثم يأخذها ليُزيّن بها حديقة يعكف على إنشائها لتكون واحدة من الأماكن الصديقة لـ "البيئة" في فلسطين.

الخبير البيئي الفلسطيني أيمن عبد ربه (48 عامًا)، يقول لـ "وكالة سند للأنباء" إنه يعمل منذ فترةٍ طويلة لتجهيز حديقة ذات طابعٍ بيئي على مساحة 500 مترًا في قرية قوصين غربي نابلس، ووصفها بـ "الأولى فلسطينيًا".

ويُضيف "عبد ربه" أن الأثاث الذي تحتويه الحديقة، مقتصر على مواد من مخلفات البيئة وأُعيد تدويرها بأشكالٍ لافتة وألوانٍ زاهية مثل إطارات سيّارات، وزجاجات بلاسيتيكة وعبوات طعام، وحجارة زائدة وغيرها.

ويعكف حاليًا للتحضير لزراعة الحديقة بأشجارٍ فلسطينية تراثية مثل "البلوط، والخروب، والسنديان"، إلى جانب أشتال زراعية كالزعتر والميرمية، وأشار إلى أن الحديقة ستكون مفتوحة أمام الزوار والمهتمين بـ "صداقة البيئة".

وفي سؤالنا عن تفاعل أهالي القرية ومحطيها بهذا المشروع، يُجيب "ضيف سند": "تلقيت آراء إيجابية فور الإعلان عن فكرة الحديقة ونشر صورًا لها، إلى جانب بعض النصائح من قبل مختصين، لتطويرها بحيث تُصبح معلمًا بيئيًا للتدوير".

ولم يُطلق "عبد ربه" على حديقته اسمًا حتى اللحظة، لكنّه يؤكد أنه سيكون مستمدًا من فكرتها الأساسية على سبيل المثال "حواكير التدوير"، بحسب ما أورده.

245806718_4480405318665404_7961050842053167421_n.jpg
 

علاقة "أيمن" بإعادة التدوير، ليست وليدة اللحظة، فهو منذ ما يزيد على 17 عامًا شغوف بتدوير المخلّفات الصلبة ويعمل في هذا المجال.

ومع مرور الوقت والممارسة، أصبح "أيمن" أكثر احترافًا في إعادة التدوير، ويُشير إلى أنه بأدواتٍ بسطية كالمقص والمفك الكهربائي و"المشرط"، يستطيع أن يُحوّل المخلّفات الصلبة إلى مقاعد جميلة ومُريحة، ولألعاب أطفال، وسلال للنفايات، وغيرها.

سُجن ضيفنا في معتقلات الاحتلال لـ 14 عامًا، وخلال هذه الفترة تعلّم كثيرًا عن الحياة، أبرزها إعادة تدوير النفايات كيف؟ : "كان الأسرى يستغلون بقايا الأواني والأوراق، لصناعة أشياء تُفيدهم، مثل صناعة سُبحات من نوى الزيتون، وهذا ساهم في ترسيخ الفكرة لدي" يقول "أيمن".

ولم تقتصر أعمال "أيمن" على قريته أو مدينة نابلس، بل جاب بفكرة "التدوير وصداقة البيئة" مناطق متفرقة بالضفة الغربية والداخل المحتل، ودرّب الآلاف عبر أنشطة تعليمية وتوعوية سعيًا منه لغرس فكرة "التدوير" في عقل كل فلسطيني.

وختم حديثه أن "إعادة تدوير النفايات، يُحافظ على قُرانا ومدننا بيئيا وجماليًا، ويُعزّز ثقافة الرقيّ والمسؤولية عند الصغار قبل الكِبار في المجتمع وصولًا إلى الهدف المنشود باحترام البيئة بما نملك من مقومات وإمكانيات".

245584833_4480404341998835_7235000374354773091_n.jpg