الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

لماذا على الأمهات التوقف عن العطاء بلا مقابل؟

حجم الخط
hand-g8eb841b49_1280.webp
واشنطن- وكالات

يقول البعض إن من اعتاد على العطاء يصعب عليه الأخذ، والعكس صحيح. وبالرغم من أهمية العطاء -فهو مفيد صحيا واجتماعيا- فإنه من المفيد أيضا وفقا للدراسات العلمية أن تأخذ مثلما تعطي، حتى وإن كان ذلك بقدر أقل.

ولا شك أنه كلما زادت الرغبة والقدرة على مساعدة الناس من حولنا، ارتفعت الروح المعنوية للمجتمع وقل العوز والحاجة، فعلى سبيل المثال؛ لاقت سلسلة حلقات "سوم جود نيوز" (Some Good News) إقبالا كبيرا بين الجمهور وردود فعل إيجابية واسعة، وهي السلسلة التي نشرها الممثل والمخرج الأميركي جون كراسنسكي على شبكة الإنترنت في مارس/آذار 2020، والتي كان يحكي فيها قصصا عن أشخاص حقيقيين يساعدون بعضهم البعض وينشرون الإيجابية أثناء بداية انتشار وباء كوفيد-19.

لماذا عليك أن تكوني معطاءة؟

تشير الأبحاث إلى أن العطاء مفيد لكل من المعطي والمتلقي؛ فأنتِ تستطيعين تعزيز صحتك وبالتالي طول العمر من خلال العطاء ومساعدة المحتاجين من حولك.

كما يقول باحثو العلوم الاجتماعية إن الدعم الاجتماعي يمكن أن يخفف التوتر، ونتيجة لذلك، تتحسن صحة من نقدم له المساعدة أيضا. فقد ثبت أن الدعم الاجتماعي يقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية وتقليل الالتهاب، الذي غالبا ما يكون مقدمة للمرض وتحسين معدل الوفيات.

إضافة إلى الشعور الجيد الذي يحصل عليه المرء عندما يقدم المساعدة لمن يحتاجها؛ فالعطاء مفيد صحيا له، وقد أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن تقديم الدعم أدى إلى انخفاض ضغط الدم وتقليل الاكتئاب، وأظهرت دراسة أخرى أنه في الأزواج حدثت تغيرات إيجابية في الدماغ عندما قدم الأزواج الدعم لشركاء حياتهم.

وثبت أيضا أن التركيز على التعاطف واللطف يقلل من المشاعر السلبية. كما أن التبرع يغير ضغط الدم وعلم وظائف الأعضاء، ويؤثر على الدماغ وعلى مزاج الشخص فيجعله متفائلا.

أهمية المعاملة بالمثل

تقول نانسي فريبورن -التي تحمل درجة دكتوراه في الصحة العامة- بمقالها على موقع "سيكولوجي توداي" (Psychologytoday) إنه يمكن للمرء أن يبالغ في العطاء ولا يحصل في المقابل على المساعدة حينما يحتاجها، وهذا يمكن أن يجهدنا، مما يؤدي إلى تدهور الصحة، خاصة إذا كان الشخص يقوم بتقديم الرعاية للآخرين بدوام كامل تقريبا مثل بعض الأمهات وربات البيوت.

إن بعض المعاملة بالمثل مفيدة، أي أن نحصل على الدعم من الشخص الآخر الذي قمنا بمساعدته. هنا يحصل المتلقي على تعزيز صحي، كما أن مقدم الدعم يستفيد في هذه الحالة أيضا.

تقول فريبورن، نظرا لأن التفاعل البشري معقد، فإنه من الأفضل أن نحرص على بعض المعاملة بالمثل.

كبار السن أفضل من الشباب

تشير الأبحاث إلى أن كبار السن لديهم علاقات متبادلة من العطاء أكثر من البالغين الأصغر سنا. وأظهرت إحدى الدراسات أنه في عينة من 108 من كبار السن -تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 90 عاما، يظهر أن تقديم الدعم في الأسرة وتلقيه بالمقابل يرتبط بدرجة الرضا عن الحياة، ويعبر مقدمو الدعم الأكبر سنا عن رضاهم عن الحياة أكثر من غيرهم.

ونظرت دراسة طولية أخرى في الدعم الاجتماعي الذي يتم تلقيه والدعم الاجتماعي المقدم؛ في عينة من كبار السن. وأظهرت الدراسة التي استمرت 4 سنوات أنه كان لدى كبار السن -الذين كانوا يقدمون المساعدة ويحصلون عليها في علاقة متبادلة- فرصة أقل للوفاة. إلا أنه في وقت مبكر خلال مراحل الشباب، قد يحتاج البشر داخل العائلة الواحدة إلى المعاملة بالمثل، خصوصا أن أفراد الأسرة يوجد بينهم من يؤثر الآخرين على نفسه.

شروط العطاء

تقول فريبورن، يكون الأشخاص المعطاؤون أكثر صحة من غيرهم نظرا لفوائد العطاء التي أثبتتها الدراسات العلمية. ولكن بشرط ألا يؤدي ذلك إلى الإرهاق وخطر الإجهاد والمشاكل الصحية. وذلك أن التوازن ينقطع إذا كان المانح يقدم 95% من العطاء ولم يكن لديه فرصة لتلقي أي مساعدة.

إن تقديم المساعدة للآخرين تعمل على تحفيز الهرمونات الإيجابية لدينا. ولكن عندما تشعر بالإرهاق واليأس، فإنه من المفيد جدا أن تتم معاملتك بالمثل فأنت بحاجة إلى الآخرين للتخفيف عنك. فكرة أن "العطاء أكثر فائدة لصحتك من الأخذ" صحيحة فقط إذا كان هناك توازن جيد بين العطاء والأخذ