الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"صناعة المكان".. نحو استثمار الحيز المكاني بغزة

حجم الخط
هداية عصمت حسنين - وكالة سند للأنباء

"صناعة المكان" يعرف هذا النهج حديث العهد بالانتشار، بتركيزه على الأفكار والتصاميم الحديثة للمكان بما يلبي متطلبات الفراغ العمراني بعيداً عن العناصر التقليدية المعتادة، ليشكلَّ ارتباطاً وانطباعاً وتفاعلاً مستديماً بالذاكرة لدى المجتمع.

وتلبيةً للاحتياجات البيئية، والاجتماعية، والجمالية في قطاع غزة، يسعى مجموعة من الشباب الفلسطيني المتطوع لتنفيذ مبادرة "صناعة المكان" التي سترى آثارها النور قريباً؛ لاستثمار الحيز المكاني العام في القطاع.

وفي "وكالة سند للأنباء" نعرض لكم حكاية مبادرة "صناعة المكان" بغزة، عبر تفاصيل يرويها لنا القائمون على المشروع، والشباب المبادر المتطوع.

فريدة من نوعها

"حيث يكون المواطن صاحب الحق في اختيار العناصر وتصميم الأماكن المفتوحة، نتكلم عن "صناعة المكان" فهي مبادرة فريدة من نوعها في قطاع غزة"، بهذا التعبير تصف لنا منسقة المبادرة شيرين عبد الرحمن الفكرة بأبسط كلمات.

وعن انطلاق الفكرة، تقول إنها تأتي عملاً بمفهوم "صناعة المكان" باعتباره عملية تعاونية تعمل على إعادة تشكيل البيئة والحيز الفراغي العام؛ لترسيخ قيماً مشتركةً وهوية.

وتوضح "عبد الرحمن"، لـ "وكالة سند للأنباء" أن "صناعة المكان" تأتي كمبادرة مهمة من ضمن المشروع الذي يطلقه المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات، تحت مسمى "مأسسة المساءلة المجتمعية مع هيئات الحكم المحلي في قطاع غزة".

ولأن لكل مبادرة مراحلها، فتفيد "عبد الرحمن" أن أولى المراحل تمثلت بإجراء استبيانات عن طريق البلديات في غزة للمواطنين بخصوص تفضيلاتهم للأماكن العامة ورؤيتهم تجاهها، ثم جُمِعت البيانات وحلِّلت بشكل علمي لتحديد الاحتياجات الفعلية للمواطنين، وبعدها كانت مشاركة الشباب المتطوع.

الفريق التطوعي

وعن العصب الأساس في المبادرة وهم الشباب، تحكي "عبد الرحمن" عن إقبالهم اللافت من مختلف التخصصات للتطوع في تصميم ووضع أفكار نوعية لاستثمار هذا الحيز المكاني بغزة، وتقول "إن الأعداد فاقت التوقعات".

وبعد الاختيار، تشكل الفريق التطوعي الشبابي الذي تم اختياره من مجموعتين من الطلبة والخريجين من الجنسين، لتعمل مجموعة على موقعٍ في غزة، وأخرى في القرارة.

وحيثُ التنوع في كل مجموعة، تجد شباباً بتخصصات متنوعة منها: الهندسة المعمارية، والمدنية والديكور، وتكنولوجيا المعلومات، والزراعة وغيرها.

تدريبات مكثفة

ولأنها ليست مجرد مبادرة عادية بل جمالية كذلك، كان لا بد أن تشمل تدريبات نوعية ومتخصصة، فتلقى الشباب تدريباً خاصاً للتصميم، عبر استخدام برنامج sketch up.

يقول المهندس صخر حنونة، الذي شارك في تدريب الشباب، إن العمل على برنامج "اسكتش أب" هو عبارة عن وسيلة لتحويل أفكارهم إلى تصميم وواقع، مشيراً إلى أنه بالبداية تم شرح الأسس المهمة لتصميم صناعه المكان.

وفي سؤالنا عن التفاعل الشبابي خلال التدربيب، يوضح "حنونة" أنه كان قوياً، مشيراً إلى "أن لديهم حافزاً لعمل شيء لمدينتهم، وهذا ما ساعدهم جداً".

تصميمات جاهزة

وتقول منسقة المبادرة شيرين عبد الرحمن، إن الشباب انتهوا من تصميماتهم الخاصة للمكان، بعد أن نزلوا على المواقع التي تم تحديدها مسبقاً مع بلدية القرارة، وبلدية غزة؛ لتحليل الموقع ومعرفة ظروفه.

وبعد تقييم المقترحات الـ 6 من خلال البلديات ووزارة الشباب والرياضة، تم الاتفاق على دمج التصميمات وعمل تصميم واحد لغزة وتصميم واحد للقرارة.

وتوضح أن القرارة كان مشروعها تصميم حديقة عامة صغيرة، فيما مشروع غزة هو الأكبر، وهو تصميم الواجهة البحرية بحدود 14 دونما.

وتحكي "عبد الرحمن" أن طرح العطاءات للبدء بالتنفيذ سيكون في منتصف فبراير/ شباط الجاري.

مشاركة مجتمعية

وتعبر ديانا شمالي إحدى الشابات المشاركات بهذه المبادرة عن تجربتها، وتقول "شاركت بالتخطيط والتصميم، ووضع الأفكار والوصول لاحتياجات الناس، ما جعلني أقرب للواقع والناس".

وبتفاعلٍ يلحظه من يحادثها، تستكمل "شمالي" عن هذه المشاركة المجتمعية "كم هو مهم جداً بالنسبة لنا كشباب أن نكون نحن من صنعنا هاد المكان، ويكون لكل شخص لمسة فيه، فيزيد انتماؤنا للمكان ويصبح مثل بيتنا".

ويقول أيسر أبو هداف، وهو أحد المشاركين بهذه المبادرة النوعية "بالمشاركة المجتمعية تتضافر الجهود ونجعل مدينتنا أجمل".

وبذلك يبدو لنا أنه بالمبادرة والعمل المشترك بين السكان، وتحفيز مشاركة مدنية فعالة، وتعزيز مبادئ وأسس الديمقراطية ولِدَت "صناعة المكان" وسترى الأماكن نور هذه الصناعة والتغيير الحضري قريباً.