الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

"جورة النقاع".. جبهة حي الشيخ جراح المفتوحة

حجم الخط
حي الشيخ جراح
بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء

بعد أقل من عام يعود حيّ الشيخ جراح وسط مدينة القدس، لواجهة الأحداث على الساحة الفلسطينية بهجمة مسعورة يشنها المستوطنون بحماية من قوات الاحتلال، وتوجيهات من عضو الكنيست المتطرف "إيتمار بن غفير".

"جورة النقاع" واحدة من جبهات "الشيخ جراح" المعلقة في محاكم الاحتلال منذ عام 1967، وعلى الرغم من أن الأدلة جميعها تثبت ملكية عائلتي "حجازي" و"معو" للأرض، إلا أن الاحتلال يدّعي أن اليهود يملكونها قبل عام 1948.

والحقيقةُ التي تقرها الأوراق الثبوتية، تقول إن عائلات يهودية استأجرت منازل في الحي قديماً، وكانت هذه العائلات تدفع الإيجار في المحاكم الشرعية بمدينة القدس.

خطر الإحلال

وتطلق حكومة الاحتلال اسم "كوبانية أم هارون" على أرض "جورة النقاع"، وتضعها منذ عام 1967 تحت وصاية "حارس أملاك الغائبين"، وبالتالي وضعت 40 عائلة تسكن هذا القسم من حيّ "الشيخ جراح" تحت خطر الإخلاء لمصحلة عدد من المشاريع الاستيطانية.

المختص بالشأن المقدسي جمال عمرو، يقول إن "حكومة الاحتلال ترفع شعاراً واضحاً بأنه حيثما كان هناك يهود؛ بغض النظر عن الوقت والكيفية، فيجب طرد المقدسيين وإحلال اليهود بدلاً منهم".

وقضية "الشيخ جراح" هي واحدة من القضايا المعقدة، والتي يبذل الاحتلال كل جهده لإنهائها لمصلحته؛ للولوج بعدها لـ 6 أحياء مقدسية أخرى في بلدة سلوان والاستفراد بعدها بالمسجد الأقصى وتنفيذ مشاريعه الأخرى، وفق "عمرو".

ويصف "عمرو" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" الشيخ جراح بأيقونة الثورة والمقاومة المقدسية، وكسرها بالنسبة للاحتلال يعني كسر إرادة المقدسيين وصمودهم.

الاحتلال وخططه

ويضيف أن حكومة الاحتلال لا ترى الجانب الفلسطيني كشريك سلام، إلا أن المستوى السياسي الفلسطيني لايزال متعلقاً بالاتفاقيات التي سلبت منه الأرض، ولا يملك سوى تصريحات متكررة دون أي فعل حقيقي، مما يجعله في "مربع هزيمة واضحة"، على حد تعبيره.

ويرى "عمرو" أن الاحتلال يملك الكثير من التجارب في كسر القضايا الفلسطينية من خلال تنقله بين خطط بديلة، فهو يحاول اليوم تغيير الخطة في حيّ "الشيخ جراح".

وعن خطة الاحتلال، يقول إن الاحتلال ينتقل من خطة الاستهداف الجماعي الذي أثبت فشله في الحي المقدسي "كرم الجاعوني" خلال العام المنصرم، إلى خطة تقوم على التفرد بالعائلات، والبداية كانت في عائلة "صالحية" الشهر الماضي، واليوم عائلة "سالم"، وبعدها عائلة أخرى.

وتتمثل حادثة "كرم الجاغوني" بقضية أصحاب المنازل المهددة بالاستيلاء والإخلاء من أرض الشيخ جراح، وعددهم 4 عائلات، وقد عادت إلى الواجهة في 11 فبراير/ شباط العام الماضي.

إذ توجهت العائلات مجدداً إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس؛ للاستئناف على قرار سابق صدر لمحكمة صلح الاحتلال في القدس عام 2020، ورفض خلاله قضاة المحكمة طلب العائلات إبراز ملف الذي فيه ادعى مستوطنون ملكيتهم للأراضي المستهدفة بحجة التقادم، بعد مرور أكثر من 50 عاماً على مزاعمهم بملكيتهم لتلك الأراضي.

وعن هدف الاحتلال من هذه الخطة، يوضح "عمرو" أنه يسعى لوقف المواجهة الشاملة، ومحاولة إرهاق الصمود والمقاومة المقدسية؛ لكنه هذه المرة يصطدم بوعي مقدسي وفلسطيني.

سيف القدس والهبة الشعبية

ويستكمل "عمرو" أن هذا الوعي سيجعل من جبهة "الشيخ جراح" مدخلاً لـ "سيوف قدس" جديدة وليس سيفاً واحداً كما حدث خلال شهر رمضان المنصرم، موضحاً أنه سيكون الشركاء في "سيوف القدس" كُثر، ولن يقتصر الأمر على جبهة غزة، والضفة فقط".

فيما يرى رئيس لجنة حيّ الشيخ جراح المقدسي عارف حمّاد، أنه من الصعب الحكم على كون معركة "سيف القدس" بكل كينونتها ستُعاد في الهجمة الحالية على الحيّ، وذلك كون الظروف التي أخرجت "سيف القدس" مختلفة عما يحدث اليوم.

وكانت "سيف القدس" والهبة الشعبية في كل الأراضي الفلسطينية عديدة، فكانت هبة "باب العامود" ضد إغلاق المدرج، وأخرى مشابهة في المسجد الاقصى ضد اقتحام المستوطنين، وتزامن مع تلك الهبتين قضية "كرم الجاعوني" في حي الشيخ جراح، والأحداث مجتمعة أخرجت تلك الهبة، وفقاَ لـ "حماد".

وإثر الاعتداءات الإسرائيلية على حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى بالقدس في مايو/ أيار الماضي، اشتعلت الأراضي الفلسطيني، لتمتد إلى معركة عسكرية بين المقاومة الفلسطينية بغزة، والاحتلال الإسرائيلي، وأطلقت عليها المقاومة اسم "سيف القدس".

المتطرف "إيتمار بن غفير"

وعن وجود عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير منذ أيام في "الشيخ جراح"، يعلق "عمرو" بأن "بن غفير" يشكل هدية للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية برمته؛ لغبائه وحماقته.

ويقول "لو كان أعضاء الكنيست، ووزراء الاحتلال يتصرفون مثل "بن غفير" لكانت القضية الفلسطينية بموقع مختلف تماماً، ولَحقق الشعب الفلسطيني إنجازاً بطولياً بمستوى الروعة، وذلك لأن "بن غفير" وأمثاله يظهرون الوجه الحقيقي للاحتلال.

وإبراز هذا الوجه يجلب التضامن والتفاعل مع القضية من كل العالم، الذي سيطالب الفلسطينيين بمواجهة هذا المحتل، مؤكداً على أن "بن غفير" لا يشكل أي خطورة على القضية الفلسطينية، وليس له أي قيمة فهو يطمح لإنجازات فردية وشخصية فقط.

ويلفت "عمرو" إلى أن العديد من وزراء حكومة الاحتلال يرفضون تصرفات "بن غفير"؛ لعلمهم بأهميتها لجلب التضامن مع الشعب الفلسطيني، ونبذ الاستبداد الاسرائيلي الواقع على الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصةً.

أسباب لمواجهة الشيخ جراح

ويوضح رئيس لجنة حيّ "الشيخ جراح" المقدسي عارف حمّاد، أن الاحتلال يهاجم الحيّ لثلاثة أسباب واضحة؛ يتمثل السبب الأول بوصل "القدس الغربية" وهو الشطر المحتل عام 1948 من القدس، بـ "القدس الشرقية" المحتل عام 1967.

والسبب الثاني، هو المشروع الاستيطاني الذي يهدف لإقامة مبانٍ سكنية، ومدارس دينية للمتدينين اليهود على حساب أراضي وبيوت أهالي الحي.

وأما السبب الثالث فهو خلق تواصل فيما يدعي الاحتلال أنه "الحوض المقدس" حول البلدة القديمة، والذي يبدأ من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ليمتد لبلدتي "الطور" و"العيساوية" في الجهة الشرقية وصولاً لحيَّي "وادي الجوز" و"الشيخ جراح".

ويضيف "حماد" أن كل هذه الأسباب تصب في هدف الاحتلال المتمثل بإقامة دولة يهودية بحتة، تعني عدم وجود أي عربيّ في فلسطين عامة والقدس خاصة، بغض النظر عن كون هذا العربي مسيحياً أو مسلماً.

استراتيجيات إسرائيلية

ويبيّن "حماد" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن حكومة الاحتلال لا تعمل بشكل عشوائي إنما لديها مخططات وإستراتيجيات للعمل عليها تتخذ بمجملها مبدأ "فرق تسد"، إذ يبدأ الاحتلال بمجموعات صغيرة ثم مجموعات صغيرة أخرى حتى يحد من ردات الفعل القوية، ويكون الرهان على النفس الأطول.

ويعتقد "حماد" أن حكومة الاحتلال تُفرغ متطرفيهم كعضو الكنيست إيتمار بن غفير وغيره؛ للتنغيص على العائلات، مؤكداً أن الاحتلال منذ عام١٩٧٢ لليوم يستخدم الأسلوب ذاته، لكن الفرق أنهم اليوم يستخدمون القوة والحدّة في التعامل أكثر من ذي قبل.