الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

كيف تخوض "فتح" و"حماس" الانتخابات البلدية بمرحلتها الثانية؟

حجم الخط
الانتخابات الفلسطينية
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

تستعر حمى الانتخابات الفلسطينية المحلية بمرحلتها الثانية باكراً، مع إعلان الكشف الأولي للقوائم المرشحة، التي أظهرت مشاركة 178 قائمة مستقلة مقابل 81 قائمة حزبية.

وتُسلَّط الأضواء بشكل ملفت على هذه المرحلة من الانتخابات المحلية، نظراً لتشكيل قوائم موحدة جمعت فصائل من " فتح" و "حماس" و "الجبهة الشعبية" لأول مرة، في بلديات بالمدن الكبرى بالضفة الغربية، وكذلك تسجيل أكثر من قائمة تتبع لحركة فتح للتنافس على نفس مقاعد المجلس البلدي في عدة مناطق.

"الانتخابات في موعدها"

يؤكد الناطق باسم لجنة الانتخابات المركزية، فريد طعم الله، أن إجراءات الانتخابات المحلية في المرحلة الثانية تسير وفقاً للبرنامج الزمني الذي وضعته اللجنة وضمن الخطة العامة.

ونفى "طعم الله" لـ"وكالة سند للأنباء" وجود مبررات للحديث عن تأجيل الانتخابات، أو إعاقة سيرها التي تمضي بطريقة سلسة.

ويشير إلى أن مرحلة الترشح انتهت الأسبوع الماضي، ونُشر سجل المرشحين والقوائم لتلقي الاعتراضات، في حين تبدأ الدعاية الانتخابية في الثاني عشر من مارس/ أذار، والتوجه للاقتراع سيكون في السادس والعشرين من الشهر نفسه.

ويبيِّن "طعم الله" أن تسجيل القوائم الحزبية يتم وفقاً لكتاب رسمي من أعلى مرجعية أو ممثلية تنظيمية للأحزاب، لافتاً أن جميع القوائم التي سجلت في نفس المواقع لحركة فتح، حصلت على نفس الكتاب.

ويؤكد أن قانون الانتخابات لا يؤهل اللجنة لرفض أي قائمة تتبع لحزب في ظل وجود قائمة أخرى تتبع لنفس الحزب، في إشارة إلى وجود أكثر من قائمة تتبع لحركة فتح في نفس الموقع.

ويضيف "لا مبرر أو نص بالقانون لرفض القوائم،  كونها تحمل شعار واسم مختلف بغض النظر عن أن مرجعتيها التنظيمية واحدة".

ويعتبر مدير مرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات عارف جفال، أن تشكيل القوائم للمرحلة الثانية للانتخابات المحلية في البلديات الكبرى خالف التوقعات بأن تكون سياسية بامتياز، ليسجل أغلبها تحت إطار مستقلة.

ويذكر "جفال" لـ"وكالة سند للأنباء" أن العشائرية لا زالت تتحكم في هذا رغم أن النظام النسبي ملائم للأحزاب الصغيرة، وهو ما سيطرح سؤلاً حول جدوى النظام النسبي في ظل استمرار عزوف الأحزاب عن ترشيح قوائم باسمها.

ويُرجع "جفال" عدم تسجيل قوائم واضحة تحمل أسماء الفصائل، يعبر عن هروب من الطابع الحزبي، "رغم أن نتائج الانتخابات المحلية مقياس ومقدمة للانتخابات العامة للقوى والفصائل، وكأن هناك تسليم بعدم إجراء الانتخابات العامة" على حد قوله.

"فتح بقوائم متعددة"

ويتابع ضيفنا: "الأكثر إثارة خلال هذه الانتخابات تشكيل أكثر من قائمة للحزب ذاته في نفس الموقع، وهو ما حصل بتسجيل أكثر من قائمة لـ"فتح" في نفس الدائرة الانتخابية".

ويصف "جفال" ذلك بالتضليل الواضح للناخب، ضارباً مثلاً مشاركة "فتح" في ثلاثة قوائم في بيت ساحور والعيزرية والظاهرية، وقائمتين في دورا ويطا، معتبراً ذلك تشتيتاً للناخب وتعبيراً عن "ضعف الحركة" في اختيار القائمة التي تمثلها.

ويضيف أن ذلك "ضعف في آلية صنع القرار داخل الحركة لاختيار قائمة تمثل الجميع"، والخلاف كان يدور حول ما يرأس القائمة، وعدم استطاعتها إيلاء المهمة لشخصية معينة لرئاسة القائمة لتوحيد القوائم.

وحول آلية تشكيل فتح لقوائمها الانتخابية يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل عماد بشتاوي، أن هناك حالة من المرونة في اختيار القوائم، بخلاف الانتخابات التشريعية التي رمت بكل ثقلها لتشكيل قائمة واحدة، ومعاقبة كل منتمي للحركة يشارك في قائمة اخرى.

ويعتبر "بشتاوي" في حديث لـ"وكالة سند للأنباء" أن هذه السياسة تعبر عن توجه لدى الحركة في أن كل أصوات القوائم الموزعة عليها تصب في مصلحتها، في ظل التداخل العشائري، وصعوبة إقصاء أي شخصية "فتحاوية" لها ثقل عشائري كبير في منطقتها.

وينظر "بشتاوي" إلى أن طبيعة القوائم المشكَّلة للانتخابات البلدية، أظهرت تداخلاً واضحاً للعوامل العشائرية، والسياسية كما جرت العادة في الانتخابات الفلسطينية وحتى العربية في الحضور القوي لبُعد القبيلة والعشيرة.

لكن المحلل السياسي "بشتاوي" لا يخفي حالة التردد والارتباك لدى الناخب الفلسطيني بسبب تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية سابقاً، ما أثار شكوكاً في إمكانية تأجيل هذه الانتخابات رغم تأكيد كل المؤشرات أنها ستجري؛ لصعوبة تأجيلها مرتين ما سيفقد النظام السياسي الثقة به بشكل كامل.

"مشاركة حماس"

أما عن طبيعة مشاركة "حماس" في الانتخابات المحلية فيرى الباحث "جفال" أن الحركة شاركت في عدة بلديات بصفة مستقلة أو ائتلافية فيما اعتبره محاولة لتجنب الإحراج حول عدم مشاركة قطاع غزة فيها.

ويذكر أن معظم البلديات ستشارك فيها  قوائم لـ"حماس" بشخصيات معروفة أو مقربة من الحركة وتم الاختيار بشكل مدروس ودقيق بناء على ظروف  كل منطقة وحسب قوة الآخرين سواء بالأشخاص والبرنامج والعمل، متوقعاً حضوراً واضحاً للحركة في المجالس البلدية بصفة أعضاء وليس رئاسة.

وينفي مشاركة عدداً من المدن الرئيسية الفصائلَ فيها بقوائم تحمل اسمها، في حين سجلت رئاسة ثمانية نساء لقوائم انتخابية وقائمة واحدة نسوية.

لكن المحلل السياسي "بشتاوي" يرى أن حركة حماس تحاول أن تشترك في العملية الانتخابية دون إنزال قائمة واضحة باسمها كما في الانتخابات التشريعية، في محاولة لجس النبض والتواجد داخل المجالس البلدية بشكل غير رسمي.

ويعتبر "بشتاوي" أن الحركة لجأت إلى سياسة التحالفات واختراق القوائم الانتخابية، ففي حال الفشل لن يسجل ذلك لـ"حماس" بينما يسجل الفوز للحركة.