الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عجلة لا تتوقف..

"رعي الأغنام".. استيطان بوجهٍ جديد في الضفة

حجم الخط
رعي الأغنام في الضفة..استيطان جديد
يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

المحاولات الإسرائيلية لسرقة الأرض الفلسطينية لا تتوقف، والهدف هو بناء الوحدات الاستيطانية بشكلٍ مباشر، أو التمهيد لذلك من خلال تحويل أراضي السكان الأصليين إلى مراعٍ يمارس فيها المستوطنون نشاطاتهم الزراعية ويرعون الأغنام، وهو ما يُعرف بـ "الاستيطان الرعوي".

وعلى طريقة "المستوطن الراعي" شُيّدت العديد من البؤر والمستوطنات جنوب الضفة الغربية، فعادةً ما يبدأ المستوطنون مخططاتهم بـ "القدوم لأرض ما، لرعي أغنامهم فيها، يخربون المساحات الزراعية، أو يحرقونها ويمنعون  أصحابها من الوصول إليها، ولاحقًا يُقيمون بركسات لمواشيهم، لمصلحة مشاريع استيطانية جديدة أو استحداث القديم منها".

وتدعم سلطات الاحتلال خطوات المستوطنين الرعاة، بملاحقة المزارعين  الفلسطينيين ومنعهم إعمار أراضيهم، مستخدمةً قانونا إسرائيليًا يدعي أن "الأراضي التي لم تستصلح خلال 10 سنوات تحول لأراضي دولة".

ويشتكي المزارعون الفلسطينيون في المناطق التي تُقام فيها مستوطنات رعوية، من محاربة المستوطنين لهم في مصدر رزقهم الوحيد، معتبرين ذلك وجهًا جديدًا للاستيطان في الضفة، ومحاولات استنزاف  لقدراتهم، وصولًا إلى الهدف المنشود بتهجير المواطن الأصلى عن أرضه.

مدير هيئة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية يؤكد لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاستيطان الرعوي، يُشكل خطورة كبيرة وغير مسبوقة للاستحواذ على الأراضي، والتوسع الاستيطاني الذي تدعمه الحكومة الإسرائيلية.

ويقول "بريجية" إن هذا النوع من الاستيطان ينشط بكثرة في أراضي جنوب وغرب محافظة بيت لحم، إذ يعمل المستوطنون بكل ما يملكون من مقومات للتضييق على الفلسطينيين من خلال رعي الأغنام في أراضيهم.

ويُشير إلى أن غالبًا ما يُصاحب "الاستيطان الرعوي" اعتداءات يُنفذها المستوطنون بحماية من شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يؤدي إلى اندلاع مواجهات تُسفر عن إصابات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين.

هذا التوجه بارز أيضًا على أراضي مسافر يطا جنوب الخليل، فمنذ ثمانينات القرن الماضي تسير عجلة الاستيطان هناك بلا توقف، ويُحارب المزارع الفلسطيني في رزقه، عبر تخريب وحرق أرضه أو رعي مواشي المستوطنين فيها.

عن ذلك يتحدث رئيس مجلس قروي مسافر يطا نضال يونس لـ "وكالة سند للأنباء": "إن الاستيطان الرعوي في مسافر يطا ومحاربة الناس في أرزاقهم، كان منذ سنوات مقدمة إسرائيلية لإقامة بؤر استيطانية على أراضيهم".

ويُردف "يونس" أن  المستوطنين كانوا يجلبون أغنامهم، ويعتدون على الرعاة في أراضيهم، في الوقت الذي تُعلن به الجهات الرسمية الإسرائيلية هذه المساحات "أرض دولة"، وتُؤجرها لهم، ويستولون على مئات الدونمات من أراضي الفلسطينيين.

ويستدل "ضيف سند" على حديثه عن الاستيطان الرعوي": "مستوطنات عدة أُقيمت بهذه الطريقة، منها مستوطنة "متسبي يائير" شرق يطا، والتي أقامها أحد المستوطنين بعد الاستيلاء على الأرض عام 1999، بحجة أنها تأجير من سلطات الاحتلال، إذ رعي في بداية الأمر الأغنام، ثم تدحرج نحو إقامة بركسات، إلى أن شيّد أخيرًا المستوطنة، والآن تتوسع بشكلٍ كبير.

أيضًا البؤرة الاستيطانية "يعوت طالي" أُقيمت بالمسافر بحجة أنها أرض لرعي الأغنام، ولاحقًا سيطروا على مئات الدونمات.

كما أنه في الاتجاه الشرقي للمسافر أقيمت مستوطنة "ماعون" بقدوم أحد المستوطنين للرعي، ومن ثم تم شرعنتها، وانتقلوا على "حافوت ماعون" واستولوا على آلاف الدونمات، وفق ما أورده "يونس".

سرقة التراث..

ويشدد أن القضية لا تتوقف عند إقامة عند رعي المستوطنين للأغنام، بل تحمل في طياتها سرقة التاريخ والتراث، مسهبًا: "يظهر المستوطن اليوم وهو يرعى الأغنام بطريقة مشابهة للفلسطيني قديماً، فيلبس الشماغ الفلسطيني، ويركب دابة، ويقتني الجِمال ويعيش في الخيمة، وتُصور الأفلام والفيديوهات  لحياتهم لترويجها للعالم أنهم أصحاب الأرض".

وتزداد معاناة سكان خربة زنوتا قرب الظاهرية جنوب الخليل مع "الاستيطان الرعوي"، من خلال الاعتداءات اليومية التي يُنفذها المستوطنون بمواشيهم على أراضي الفلسطينيين، في محاولة للتضييق عليهم وتهجيرهم.

ويذكر رئيس مجلس قروي زنوتا فايز خضيرات لـ "وكالة سند للأنباء" أنه بهذا النوع من الاستيطان أُقيمت ثلاث بؤر استيطانية على أراضي "زنوتا"، ويسكنها 20 مستوطنًا يمتلكون 400 رأس من الأغنام، لافتًا أن وصولهم إلى ذلك بدأ بـ "رعي الأغنام ثم نصب البركسات والخِيم، وأخيرًا بؤر استيطانية".

ويعتمد سكان خربة "زنوتا" على الثروة الحيوانية وتربية المواشي _ تبعًا لخضيرات_ ما يضعهم في مأزق كبير يحرمهم من استصلاح أراضيهم والرعي فيها فضلًا تضييق حركتهم ، بسبب اعتداءات المستوطنين اليومية، والجدار والشارع الالتفافي.

ووفقاً لمركز أبحاث الأراضي، فقد شهد عام 2021 المنصرم، توسيع 55 مستوطنة قائمة، وإنشاء 15 بؤرة استيطانية جديدة وإعلان 102 مخطط استيطاني جديد.