الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

مجزرة دير ياسين.. الوجع الفلسطيني الممتد منذ 74 عامًا

حجم الخط
مجزرة دير ياسين..
القدس - وكالة سند للأنباء

تمر اليوم السبت (9 نيسان/ أبريل)، الذكرى الـ 74 لمجزرة دير ياسين، التي ارتكبتها العصابات الإسرائيلية في مدينة القدس عام 1948، وأدت لاستشهاد أكثر من 350 فلسطينيًا.

ونفذت المجزرة، عصابة "الأرجون" التي كان يتزعمها مناحيم بيغن الذي انتخب رئيسا لوزراء الاحتلال 1977-1983، ومجموعة "شتيرن ليحي" التي كان يترأسها إسحق شامير الذي انتخب رئيسًا للوزراء 1983-1992، بدعم من عصابات "الهاغاناه".

واقتحمت "الأرجون وشتيرن" بشكلٍ مفاجئ القرية فجر التاسع من أبريل عام 1948، من جهتي الشرق والجنوب ليفاجئوا سكانها النائمين، لكنهم ووجهوا بمقاومة من أبناء القرية؛ ما دعاهم إلى الاستعانة بعناصر "البالماخ" الذين قصفوا القرية بقذائف الهاون، وهو ما مهد الطريق لاقتحام القرية.

واستمرت المذبحة الوحشية حتى ساعات الظهر من ذلك اليوم، وقبل الانسحاب من القرية جمعت العصابات الإرهابية، كل من بقي حيًا من المواطنين الفلسطينيين داخل القرية، وأطلقوا عليهم النيران.

وتحكي المصادر التاريخية أن العصابات الإرهابية قتلت ما بين 300-400 مواطن داخل القرية، جُلّهم من النساء والأطفال والشيوخ، وهجّرت حوالي 700 من سكّان القرية.

ومنعت الجماعات اليهودية آنذاك، المؤسسات الدولية، بما فيها الصليب الأحمر، من الوصول إلى موقع الجريمة للوقوف على ما حدث على أرض الواقع.

تفاصيل مروعة..

وروى الناجون من المجزرة، أن العصابات الإسرائيلية مثلّت بجثث الشهداء، وبقرت بطون النساء الحوامل، وقتلت الأطفال ومثّلت بهم أمام أعين أمهاتهم.

وتم قتل الأحياء حرقًا، وترك الجثث بالعراء، إضافة إلى ممارسات مشينة ارتكبت بحق الفتيات الفلسطينيات الصغيرات، قبل ذبحهن.

وأُلقي 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، واقتيد 25 من الرجال الأحياء في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر على غرار الجيوش الرومانية القديمة، ثم أُعدِموا رميًا بالرصاص.

وألقيت الجثث في بئر دير ياسين وأُغلق بابه بإحكام لإخفاء معالم الجريمة.

وتعد مجزرة دير ياسين واحدة من الوسائل التي اتبعتها المنظمات الإسرائيلية المسلحة لتفريغ فلسطين من سكانها عن طريق الإبادة والطرد.

وكانت مذبحة دير ياسين ركنًا أساسيًا في تنفيذ خطة التطهير العرقي في فلسطين، ولولاها وغيرها من المذابح لما تسنّى إقامة ما تُسمى "دولة إسرائيل".

وشكلت المجزرة عاملًا مؤثرًا في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين أو البلدان العربية المجاورة، لما سببته من حالة رعب عند المدنيين.

ولعلّها الشَّعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.

وفي كتابه المعنون "الثورة" كتب مناحيم بيغين: إن "مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي"، مضيفًا: "لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل".

وبعد 32 عامًا من وقوعها، عبرت إسرائيل عن فخرها بالمذبحة من خلال إطلاق أسماء المنظمات الإرهابية المشاركة فيها، على شوارع المستوطنة التي أُقيمت على أطلال القرية الفلسطينية.

عن دير ياسين..

وكانت تقع قرية دير ياسين على تل يبلغ ارتفاعه نحو 800 متر، وتبعد نحو كيلومتر واحد عن النواحي الغربية لمدينة القدس.

وكانت تتمتع القرية بحركة اقتصادية ملحوظة قبيل الانتداب البريطاني وبعده، كما شهدت نموًا ديموغرافيًا لافتًا، حيث ارتفع عدد السكان من نحو 428 نسمة عام 1931، إلى 750 عام 1948.

وبعد المجزرة في صيف عام 1949، استوطنت مئات العائلات من المهاجرين اليهود قرب دير ياسين، وأطلق على المستوطنة الجديدة اسم "جفعات شاؤول بت" تيمنًا بمستوطنة "جفعات شاؤول" القديمة التي أنشئت عام 1906.

ولا تزال القرية قائمة في معظمها، وضُمت إلى مستشفى الأمراض العقلية الذي أنشئ في موقع القرية، وتستعمل بعض المنازل التي تقع خارج حدود أراضي المستشفى، لأغراض سكنية أو تجارية.

أما مقبرة القرية القديمة، الواقعة شرقي الموقع، فقد اكتسحتها أنقاض الطريق الدائرية التي شُقّت حول "دير ياسين".