الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالفيديو "الوجع واحد".. عن تضامن أمهات شهداء جنين

حجم الخط
أمهات شهداء جنين
نابلس- وكالة سند للأنباء

جمعهن ألم واحد، ومصاب وحدّ قلوبهن المكلومة بفقدان فلذات أكبادهن، لكن الوجع لم يكن أقوى من صبرهن، فتعاهدن أن يمضين معًا لتضميد جراح أمهات أخريات فُجعن بأبنائهن، فلا يمكن لأحد أن يشعر بأم فقدت ابنها إلا أمّ أخرى ذاقت الألم ذاته.

ومن جنين شمال الضفة الغربية، انطلقت كوكبة من أمهات الشهداء بزيارة بيوت الشهداء في المحافظات الأخرى؛ ليربتن على قلوب أمهات الشهداء فيقدمن التهاني في بيوت العزاء، ويشاركن أم الشهيد مصابها، فيهون عليها ما هي فيه عندما ترى جمعهن وصبرهن.

وفي نابلس جبل النار، استقبلت بيوت الشهداء المقاومين إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح والفتى  حسين طه،  وفد أمهات شهداء جنين قبل أيام.

وبوصولهن، تهللت وجوه أمهات شهداء نابلس واستعدن قوتهن وبادرن للخروج إليهن واستقبالهن والترحيب بهن خارج القاعة، في أجواء مفعمة بالحماسة والهتاف الرافع للمعنويات.

والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، هدى جرار، تشير إلى أن مبادرة أمهات شهداء جنين رفعت من معنوياتهن وأشعرتهن بالفخر والاعتزاز.

وتقول "جرار" لـ "وكالة سند للأنباء": "هنّ أمهات شهداء وأنا أم لشهيد، وعندما رأيتهن قادمات إلينا وفدا تخيلت كيف أننا سندخل مع بعضنا البعض زمرا إلى الجنة بإذن الله".

وتضيف أنه لم يكن مستغربا أن تحضر أمهات شهداء جنين للوقوف إلى جانب أمهات شهداء نابلس ومساندتهن بمصابهن، فجنين القسام هي شقيقة نابلس الصمود، وكلاهما تكملان بعضهما.

"الوجع واحد"..

لا يشعر بألم الفقْد إلا من ذاقه، ولا يقدر على تضميد جراح أم شهيد إلا أمّ مثلها سبقتها بتقديم ابنها شهيدا.

وفي جنين حيث لا زالت تنزف كل يوم بين شهيد وجريح وأسير، نشأت مع الأيام رابطة قوامها أمهات الشهداء والأسرى، مهمتها تضميد الجراح وتخفيف الآلام عن أمهات الشهداء والأسرى.

والدة الشهيد أحمد نصر جرار، التي كانت على رأس وفد أمهات شهداء جنين إلى نابلس، تقول لنا إنهن يشعرن أن بإمكانهن تقديم جرعة من المعنويات لأخواتهن أمهات الشهداء والأسرى لأن الوجع واحد.

وتُردف: "عندما ترى أم الشهيد مثيلاتها يقفن إلى جانبها، فهي تكتسب مزيدا من القوة والصبر والقدرة على التحمل".

تتابع لـ"وكالة سند للأنباء": "بلا شك، الأثر الذي تتركه أم الشهيد أكبر من أي أثر يمكن أن تتركه امرأة أخرى، لأن الوجع واحد ولا يشعر بألم غيره إلا من ذاق الألم".

وبدأت الرابطة في السنوات الأخيرة بعدد قليل واليوم تضم أكثر من 20 من أمهات الشهداء يتوزعن على مختلف مناطق جنين، مدينةً وريفاً ومخيماً.

وتنشط هذه الرابطة في جنين، وحديثا فاح عطرها ليصل إلى نابلس بسبب العدد الكبير من الشهداء والأسرى فيهما، والذي يشير إلى تصاعد استهداف الاحتلال للمحافظتين.

والدة الشهيد يوسف صبح من بلدة برقين بجنين تقول لـ"وكالة سند للأنباء" إنهن "يأتين للوقوف إلى جانب أهالي الشهداء والأسرى دون تمييز".

وتضيف:" "وجعنا واحد ومصابنا واحد، ولا يشعر بوجع أهالي الشهداء إلا من عاش المصاب نفسه"، مؤكدةً أن هذه "الزيارات تترك أثرها عليهن بنفس القدر الذي تتركه على أهالي الشهداء الذين يزورونهن (..) نشعر أننا عائلة واحدة فكلنا أمهات شهداء".

ويبدو أن مبادرة أمهات شهداء جنين قد شكلت سنّة حسنة اقتدت بها أمهات وأهالي شهداء من محافظات أخرى، والذين أتوا إلى نابلس لتقديم الدعم المعنوي والمساندة.

وتصاعدت في الشهور الأخيرة وتيرة الاستهداف الإسرائيلي لمحافظات الضفة الغربية، مخلفة 82 شهيدا منذ بداية العام الجاري، بحسب إحصائية حديثة لوزارة الصحة.

وسجلت محافظتا جنين ونابلس العدد الأعلى من الشهداء نتيجة لذلك، بواقع 28 شهيدًا من جنين، و 17 شهيدا من نابلس.