الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

خلف الجدار.. خيرات فقدها مزارعو سلفيت

حجم الخط
مزارعة فلسطينية
سلفيت – وكالة سند للأنباء

تزداد معاناة المزارعين الفلسطينيين في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية يومًا بعد آخر، بسبب ما تفرضه عليهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من إجراءات وتشديدات لمنع وصولهم إلى أراضيهم الزراعية واستصلاحها، إلا عبر بوابات خاصة ولساعات محددة.

بحسرة ولوعة، يستذكر المزارع محمود زبيدي (69 عاما) خيرات أرضه التي عزلها جدار الفصل العنصري وقسمها لجزئين، ليتم ضمها لصالح مستوطنة "أريئيل" ثاني أكبر مستوطنة في الضفة، والمقامة على أراضي سلفيت.

ويقول "الزبيدي" لـ "وكالة سند للأنباء" إن "أرضي المصادرة مليئة بالنباتات البرية، كالزعتر البلدي والعكوب والميرمية وغيرها من الأشجار، لكني محروم من خيراتها"، مشيرًا إلى أن جدار الفصل العنصري قسمها لجزئين، حيث صودر منها نحو عشرة دونمات، وبقي له عشرون دونم.

محمود زبيدي سلفيت.jpg
 

وتمنع سلطات الاحتلال المزارع "الزبيدي" من زراعة أرضه والاعتناء بها، إلا لأيام قليلة طوال العام، وهي لا تكفي لفلاحة ما تبقى من الأرض، ويعتبرها "لا تغني ولا تسمن من جوع".

يصمت لبرهة قبل أن يسهب في وصف أرضه المصادرة: "الأرض بالأصل كانت مراعي خصبة لمساحات شاسعة، وفيها من الأشجار البرية، والأعشاب والثمار الكثير، لكن لا يسمح لأحد بدخولها، بالتالي تذهب هدرا ولا أحد يستفيد منها".

استنزاف الأراضي

ويلفت المزارع "الزبيدي" إلى أن الأراضي الزراعية القريبة من المستوطنات يتم استنزافها سواء كانت خلف الجدار أم أمامه، فلا تسلم أشجارها من الاقتلاع والحرق المتعمد، وتخريب الخنازير التي يطلقها المستوطنون، عدا عن التكلفة العالية للإنتاج الزراعي، وصعوبة التسويق بسبب منافسة الاحتلال.

وعزلت مستوطنة أريئيل" خلف الجدار نحو 22 ألف دونم، يجري تجريف جزء منها لتوسعة المستوطنة في منطقة "وادي عبد الرحمن" قرب سلفيت، فيما سيطرت البؤرة الاستيطانية "نوف أفي" بجبل الرأس على قرابة 6 آلاف دونم غرب سلفيت، بحسب هيئة الجدار والاستيطان.

مخاطرة لكسب الرزق

وبرغم تحصين الجدار المشدد، إلا أن اختراقه لا يصعب من بعض المناطق، حيث أحدث سكان المناطق المحاذية له ثغرات وفتحات فيه، مكنتهم من الوصول لتلك الأراضي وجني محاصيلها البرية.

عزيزة المصري (50 عاما) من سلفيت، تقول إنها تخاطر بعبور الجدار من خلال الفتحات الملاصقة لبلدة الزاوية غرب سلفيت، كي تجني العكوب أو الميرمية والزعتر مع فصل الربيع، وجمع ثمار الخروب صيفا.

وتردف "المصري" لـ"وكالة سند للأنباء": أن "اختراق الجدار فيه مخاطرة، وقد يتم مخالفتهم بألف شيكل في حالة تم ضبطهم من قبل ما يسمى بلجان حماية الطبيعة التابعة للاحتلال، لكن لا خيار أمامهم سوى ذلك".

فتحات الجدار.jpg
 

وتتحدث عن إجراءات مشددة اتخذتها سلطات الاحتلال مع حلول شهر رمضان المبارك بسبب التوتر الأمني، مشيرةً إلى أن "القليل من النسوة من يفكرن أو يقمن باختراق الجدار، وأكثرهن يفضلن البعد عن المخاطرة، ويكسبن رزقهن بما تبقى من الأراضي خارج الجدار العنصري".

مخالفات مالية

المزارع ناصر صلاحات (45 عامًا) من بلدة بديا غرب سلفيت، كان يعمل في جني النباتات البرية في الأراضي الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، إلا أن ملاحقة سلطات الاحتلال للمزارعين وفرض المخالفات المالية عليهم أجبرته على ترك تلك المهنة.

ويزيد "صلاحات" لـ "وكالة سند للأنباء": "في إحدى المرات أوقفني جنود الاحتلال وأنا أحمل كمية من الميرمية التي جنيتها من الأراضي الواقعة خلف الجدار، وكنت أنوي بيعها في أسواق مدينة نابلس، لكن تمت مخالفتي بـ500 شيكل من قبل شرطة الاحتلال".

وفي سؤالنا الدخل الذي كان يجنيه يرد: "كان دخلا وفيرًا، يصل أحيانا لـ300 شيكل في اليوم، لكن الجدار والاستيطان، والمخالفات، جعلتني لاحقا أتراجع، والآن أعمل في مهنة البناء".

ويعزل جدار الفصل العنصري (أنشئ عام 2002) أكثر من 10% من مساحة أراضي الضفة، ما تسبب في إضرار أكثر من 219 تجمعاً فلسطينياً، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ووفق معطيات نشرها "الإحصاء" نهاية آذار/ مارس الماضي، فإن عام 2021 شهد زيادة كبيرة في بناء وتوسع المستعمرات الإسرائيلية بالضفة الغربية، حيث تمّ المصادقة على بناء أكثر من 12 ألف وحدة استعمارية.

ويُقدر عدد المستوطنين في الضفة بنحو 712 ألفاً و815، ونفذوا 1621 اعتداءً بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، خلال عام 2021، بحسب المصدر ذاته.