الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

عمليات إطلاق النار بالضفة.. قلق إسرائيلي من "مارد يتململ"

حجم الخط
مواجهات
نواف العامر - وكالة سند للأنباء

تدق تصريحات أمنية وعسكرية وإعلامية إسرائيلية جدران الخزان، خشية من تصاعد عمليات إطلاق النار باتجاه المستوطنين وقوات الاحتلال المقتحمة لمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية في الآونة الأخيرة.

وتنبّه تلك التصريحات المتتالية لحالة الغليان وتزايدها خاصة في شمال الضفة الغربية، مبدية خشيتها من تطورها وتحوّلها لانتفاضة شعبية عنيفة، مشيرة إلى أن هذه الحالة تتطلب من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الاستعداد لمثل هذه التطورات، ومحاولة منعها.

الصحفي الإسرائيلي المعروف آفي يسخاروف يعبّر عن تلك المخاوف بالقول: "لا يمكن التغاضي عما يحدث في الضفة، البداية كانت في جنين ثم امتدت لنابلس ومحيطها، ولاحقا اعتقل مطلوبين في سلواد عند أطراف رام الله، لن يكون بالإمكان عزل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها لفترة طويلة، المنطقة مشتعلة بالفعل وعدد حوادث إطلاق النار يشير إلى القصة الكبيرة".

في حين تعرب مصادر أمنية إسرائيلية عن قلقها مما وصفته انتقال ثِقل العمل المسلّح لمدينة نابلس ثاني أكبر مدن الضفة، مع تزايد عمليات إطلاق مقاومين النار على أهداف للاحتلال في المنطقة.

وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن مقاومين نفذوا خمس عمليات إطلاق نار في محيط مدينة نابلس خلال 10 أيام، مؤكدة أنه "رقم غير مسبوق منذ سنوات".

وبينت الصحيفة أن نابلس ذات الكثافة السكانية العالية، سبق وأن تصدرت مشهد العمليات في انتفاضة الأقصى، وسميت "عاصمة الإرهاب"، مشيرة للخشية من عودتها للمشهد العسكري في ظل عجز السلطة الفلسطينية عن بسط سيطرتها على مناطق في المدينة مثل البلدة القديمة والمخيمات.

ونقلت عن مصادر أمنية بأن نابلس ليست جنين، كاشفا أن كل شاب قد يتحول لمقاوم بين عشية وضحاها، في مناطق فقيرة ومهمشة.

في حين، يعترف موقع "كان 11" الإسرائيلي، أن رقمًا قياسيًا في عمليات إطلاق النار سُجل مؤخرًا في الضفة، يترافق مع تصدي المقاومين لاقتحامات الجيش عشرات المرات.

وأشار الموقع ذاته لتنفيذ المقاومة بالضفة 60 عملية إطلاق نار منذ بداية العام الجاري2022، مقارنة مع 50 عملية خلال عام 2021، و48 عملية عام 2020، بينما رصد في العام 2019 تنفيذ 61 عملية.

وحسب متابعة إحصائية لـ "وكالة سند للأنباء"، فإن ساحة الضفة الغربية بما فيها القدس سجلت استشهاد 143 فلسطينيا من بداية العام الحالي 2022 حتى نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي، كان نصيب محافظتي جنين ونابلس منها أكثر من 48 شهيدا وشهيدة .

بعيدًا عن الفصائل

المتابع للشأن الإسرائيلي محمد أبو علان يتوقع أن تتحول عمليات المقاومة التي تقوم بصد قوات الاحتلال في اقتحاماتها للضفة إلى "ظاهرة"، عازيا ذلك للتغول الإسرائيلي في كافة المناحي، وغياب الأفق والمبادرات أمام أجيال الشباب الذين يرون الحل يكمن في المقاومة، وبعمل فردي دون الفصائل التي تمثل في ذاتها عامل ضعف لهؤلاء الشباب .

ويضيف "أبو علان" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "المعطيات المتوفرة من الإعلام الإسرائيلي والمحللين وضباط الأمن والعسكر، ترى في تفجّر ساحات الضفة مقلقة أكثر من الخطر النووي وحزب الله؛ نظرا للتداخل الكبير كعبء يترافق مع وجود نصف مليون مستوطن إسرائيلي بالضفة".

ويجمع محللون إسرائيليون وفق "ضيف سند" على وصف ما يجري بالضفة بـ "الغليان والتوتر" المتصاعد الذي يواجه به الجيش عند تنفيذ الاعتقالات، بمعنى أن الدخول والخروج ليس سهلا كما كان على مدار 20 عاما مضت .

نهوض المارد..

وعن الأسباب التي تكمن خلف زيادة عمليات إطلاق النار في شمالي الضفة، يشير موقع القناة "كان 11" إلى أن "تراجع أداء السلطة الفلسطينية وتراخيها تسبب بنهوض المارد من قمقمه"، لافتًا إلى ما أسماه "عجز" عن بسط سيطرتها على مناطق كثيرة في شمالي الضفة، خاصة المخيمات.

وتدلي صحيفة "هآرتس" بدلوها وتقول إن هناك "إجماع أمني إسرائيلي بمن بينهم كبار المسئولين في الجيش والشاباك على تدهور الأوضاع في الضفة الغربية".

في حين يضع المحلل العسكري ليديعوت أحرنوت "رون بن يشايو" إصبعه على الجرح قائلًا: "حالة الغليان الفلسطينية تبدو أنها فعلية، وقد تؤدي لانتفاضة حقيقية، وهي غير موجهة على يد المنظمات الفلسطينية، وإنما نتيجة غضب متراكم لجيل الشباب الذي لم يعش معاناة الانتفاضة الفلسطينية الثانية".

من جانبه، يقول المحلل السياسي منذر مشاقي إنه رغم انتشار التصدي بالنار لجيش الاحتلال وتوسعها إلا أنه لا دواعي أمنية وعسكرية تصل لإعادة احتلال الضفة، فيما يواصل الاحتلال ملاحقة الظاهرة ووقفها ولا يقبل الصمت تجاهها .

ويردف "مشاقي" لـ "وكالة سند للأنباء": "أن التركيز على شمال الضفة في جنين ونابلس يحوّل شهداءها الشباب لرموز، ما يدعم تدحرج الظاهرة ونموها".

ويتساءل عن مدى فعالية واتساع ظاهرة المقاومة الملسحة، وهل هي هبة كهبات الطعن والدهس؟ مكملًا: "الجيل ترك كل ذلك خلفه وامتشق السلاح، مع غموض في أية سيناريوهات إسرائيلية تجاهها".

إلى ذلك، يصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية صقر الجبالي الظاهرة بـ"الصمود"، مشيرًا لتميزها بالكتائب الموحدة واصطفاف الشباب خلفها؛ للرد على انتهاكات الاحتلال في القدس والسجون وتغول الاستيطان".

وينسب "الجبالي" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" محاضن الجيل الجديد للمقاومين لـ "اعتمادها على البيئة السياسية والدينية لدى العوائل، كمصدر لشحذ الهمم ورفع المعنويات وبوصلة للتوجيه".