الساعة 00:00 م
الأحد 12 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

خاطر: حرب غير مسبوقة على الأسيرات والضرب هو التطور الأخطر

تلويح باستمرار حصارها للقضاء على "عرين الأسود"..

حواجز عسكرية تُضيّق الخناق على نابلس.. تعرفوا عليها

حجم الخط
حواجز إسرائيلية
نابلس - نواف العامر- وكالة سند للأنباء

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تضييق الخناق على مدينة نابلس ثاني كبرى مدن الضفة الغربية للأسبوع الثاني على التوالي، ضمن سياسة قديمة حديثة بإغلاق الحواجز وعرقلة تنقل المواطنين من وإلى المدينة، عبر 14 حاجز دائم ومؤقت يحيطون بالمدينة كالسوار على المعصم.

وتشهد مدينة نابلس شمالًا، توترًا وترقبًا لعملية عسكرية محتملة قد تطال مقاتلي مجموعة "عرين الأسود" المسلحة، التي نفّذت خلال الأسابيع القليلة الماضية عمليات إطلاق نار في محيط المدينة أدت لمقتل جندي وإصابة آخرين.

وفي أعقاب تلك العمليات، أحكم الاحتلال قبضته على المدينة، وشدد من إجراءاته على الحواجز المنتشرة في الجهات الأربع، وتمنع المواطنين من عبورها، وفي حال السماح لهم يتم تفتيش مركباتهم والتدقيق في هوياتهم، أو احتجازهم لساعات طويلة على الحاجز قبل السماح لهم بالعبور.

القناة 14 الإسرائيلية نقلت قبل أيام عن مصدر أمني إسرائيلي قوله "إذا تطلب الأمر فسيستمر حصار نابلس لشهر، والخطوة القادمة هي شن عمليات هجومية".

وتنغرس في خاصرة الضفة زهاء 705 عوائق إسرائيلية بضمنها حواجز عسكرية تقيّد حركة المركبات والتنقل بين المدن والتجمعات الفلسطينية، كخطط مبرمجة لتقطيع الأوصال، بحسب تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا).

ووفق إحصائية رسمية وثقتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، فإن 14 حاجز يحيطون بنابلس، خمسة منها حواجز ثابتة، وهي زعترة وحوارة ويتسهار وعورتا وبيت فوريك، وسبعة (غير دائمة) يتواجد عليها الجنود بين الفينة والأخرى، وحاجزان معززان بصورة دائمة بالجيش والمعدات والتقنيات .

حاجز حوارة.jpg
 

في هذا التقرير، ترصد "وكالة سند للأنباء" الحواجز المحيطة بمحافظة نابلس، والتي تشهد هذه الأيام تضييقًا وعرقلة لحركة الفلسطينيين.

حاجز حوارة: وهو حاجز دائم، يقع على بوابة المدينة الجنوبية، ومحاذٍ لمعسكر حوارة الإسرائيلي، ويعد نقطة تفتيش رئيسية تابعة لجيش الاحتلال، ويعد نقطة عبور من شمال الضفة إلى وسطها وجنوبها.

وأقيم الحاجز في تشرين الأول/أكتوبر عام 2000، وتميّز خلال سنوات انتفاضة الأقصى بانتهاكاته وامتهانه كرامة الإنسان، وأقدم جنوده على تنفيذ أحكام الإعدام الميداني بالشبهة، كما كان هدفا للعمليات وإطلاق النار منذ إنشائه وحتى الآن.

ويضم الحاجز برج مراقبة وكاميرات حديثة منتشرة في كل الاتجاهات، وفي أحد مداخله يقع الطريق الرئيسي الموصل لمستوطنة "براخا"، ومدخل آخر يصل لبوابة معسكر حوارة الرئيسي والطريق الالتفافي المؤدي لمستوطنات "ايتمار" و"ألون موريه" شرقا .

ويعتبر الحاجز مكانا ملائما لتجمع المستوطنين المتطرفين من مستوطنات شمال الضفة لتنفيذ الاعتداءات واغلاق المنطقة ووقف حركة المواصلات .

حاجز عورتا: حاجز دائم، منصوب قرب قرية عورتا جنوب نابلس، على الشارع الواصل بينها وبين المدينة، وتشمل مرافقه برج مراقبة وبوّابة، وهو معزّز بالجيش بشكل دائم.

حاجز بيت فوريك: وهو حاجز دائم، منصوب على الشارع الواصل بين مدينة نابلس من جهة الشرق وبلدتي بيت فوريك وبيت دجن، ويحتوي على برج مراقبة وبوابة.

حاجز زعترة: حاجز دائم، يعتبر فاصلا بين شمال الضفة ووسطها وجنوبها وأريحا، ويسيطر على تقاطع طرق نابلس ورام الله وسلفيت وأريحا قرب حي زعترة جنوب المدينة.

ويشمل "زعترة" على عدة أبراج مراقبة وساحات احتجاز وانتظار وغرف للجنود وعشرات كاميرات المراقبة وأبراج إنارة، وهو معزّز بالجيش بشكل دائم.

وشهد الحاجز عمليات إطلاق نار ودهس، أبرزها عملية رجل الأعمال حامل الجنسية الأمريكية منتصر الشلبي من بلدة ترمسعيا في أيار/مايو 2021، والتي أدت لمقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين.

حاجز يتسهار: وهو حاجز دائم، منصوب على مدخل مستوطنة يتسهار جنوب نابلس وبه برج وكاميرات مراقبة ومكعبات اسمنتية .

حاجز دوّار حوارة الأول: وهو حاجز مؤقت يعمل بين الفينة والأخرى، ومنصوب على دوار حوارة الأول من جهة الشمال نحو نابلس.

ويمثّل محور ملتقى طرق القادمين من حاجز حوارة من جهة مدينة نابلس والقادمين من حاجز جيت من جهة مدن جنين، وقلقيلية وطولكرم نحو مدينة رام الله، وفيه منشآت تضم مكعبات اسمنتية وكاميرات مراقبة.

حاجز جيت (صرة): مؤقت يعمل بين الحين والآخر وخلال تصاعد الأحداث شمال الضفة، منصوب على الشارع الواصل بين نابلس ومدينة قلقيلية بالقرب من قرية جيت غرب نابلس، ويحتوي على برج عسكري للجنود ومكعبات اسمنتية، وبوابات حديدية، وعشرات كاميرات المراقبة.

حاجز معاليه أفرايم (جتيت): وهو حاجز مؤقت يشغله الجيش بين الفينة والأخرى وبدون جدول زمني ثابت، منصوب على بعد نحو مائة متر غربي المفترق الموصل إلى شارع رقم 505، ويتحكم بحركة الداخلين إلى الأغوار.

وكان الحاجز لسنوات يمنع عبور السيارات الفلسطينية باستثناء الفلسطينيين سكان الأغوار أو حمَلة التصاريح الخاصة، مثل العمال الذين يعملون في المستوطنات، ويحتوي على مكعبات اسمنتية، وأبراج مراقبة وساحات لوقوف السيارات وغرف تفتيش.

وحسب متابعة "وكالة سند للأنباء" فقد أعدم الاحتلال المقدسي محمد علي أبو كافية على الحاجز في 24 أيلول/سبتمبر الماضي، بعد اصطدامه بسيارة شرطة إسرائيلية في حادث سير، وادعى الاحتلال تعمده تنفيذ عملية دهس للجنود، بينما كان عائدا من قلقيلية لتجهيز محل للهواتف الخلوية كان من المقرر افتتاحه في اليوم التالي .

حاجز شافي شمرون: وهو حاجز مؤقت، يعمل من وقت لآخر، ومنصوب شمال غرب نابلس على الطريق الواصل بينها وبين مدينة جنين، عند المدخل الشرقي لمستوطنة "شافي شمرون".

وتشمل مرافقه برج مراقبة بوّابة حديديّة ومكعّبات اسمنتية، وفي التاسع من الشهر الجاري قتل جندي إسرائيلي عليه في عملية لعرين الأسود، استطاع خلالها المنفذ الانسحاب بسلام.

حاجز الطنيب: وهو مؤقت يعمل بين الفينة والأخرى، منصوب على الشارع الواصل بين نابلس غربا وطولكرم قرب مصنع الطنيب، ويحتوي على مكعبات اسمنتية، تأخذ شكل أبراج مراقبة أرضية.

حاجز الطور: يفصل الحي السامري في جبل جرزيم عن نابلس، كان يضمّ برج مراقبة ومكعبات إسمنتية وبوابة حديدية، منذ آذار/ مارس 2012 تبقى البوّابة مفتوحة بشكل عام.

ولا يوجد تواجد لجيش الاحتلال عليها إلا بين الفينة والأخرى دون جدول زمني ثابت، وتنبع أهميته نظرا لقربه من معسكر لجيش الاحتلال على قمة جرزيم ومستوطنة "براخا" .

حاجز بيتا: مؤقت، يعمل من وقت لآخر، منصوب على دوار بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، وهو عبارة عن برج مراقبة ومكعبات إسمنتية وكاميرات مراقبة.

حاجز حومش: معزز بصورة دائمة من جيش الاحتلال، وهو منصوب على مدخل مستوطنة حومش المخلاة، أقيم في منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2021، وهو عبارة عن مكعبات إسمنتية وكاميرات مراقبة وبوابة حديدية وخيام عسكرية.

حاجز المسعودية: حاجز معزز بشكل دائم من الجيش ومنصوب على الشارع الواصل بين محافظتي نابلس وجنين بالقرب من المسعودية، وأقيم في منتصف آذار 2022، يتكون من مكعبات إسمنتية، واعتقل عليه العشرات منذ ذلك الوقت .

حواجز 4.jpg
 

إجراءات انتقامية..

وعن حالة الإغلاق والتشديدات التي تشهدها حواجز نابلس، يصف الصحفي حافظ أبو صبرة، ما يجري من إغلاق بمثابة انتقام من نابلس، عازيا ذلك لحالة الالتفاف الشعبي حول "عرين الأسود" في المدينة .

ويلفت "أبو صبرة" خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، لما نشره المنسق الإسرائيلي على حسابه من محاولة التحريض المجتمعي على المقاومة وعرين الأسود، بمثابة احتقان إسرائيلي سعى لتفريغه بالتحريض.

خسائر اقتصادية..

وحول أثر الإغلاق على الحالة الاقتصادية في نابلس، يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة النجاح هيثم عويضة إن عدد سكان مدينة نابلس حوالي 170 ألف مواطن، يضاف إليهم 250 ألفا آخرين من تجمعات الريف الـ50، سيتأثرون عمليا في اتجاهات عدة.

ويضيف "عويضة" لـ"وكالة سند للأنباء": "اعتماد نابلس على التجارة والصناعات المحلية ونقل الإنتاج لمدن الضفة، واستقبال مواد خام، سيتأثر بسبب الإغلاقات وتتحول لخسارة، إضافة لاعتبار المحافظة حلقة الوصل بين مدن الشمال مع شقيقاتها مدن وسط الضفة وجنوبها".

ويوضح أن الإغلاق أوقف الحياة الجامعية في جامعة النجاح الوطنية، التي تعد من كبرى الجامعات الفلسطيينية، وتضم 25- 30 ألف طالب يأتون من مختلف مناطق الضفة والقدس والداخل المحتل.

ويُشير إلى أنها تشكل حركة الطلبة والموظفين ركنًا أساسيا من اقتصاد المدينة، لا سيما في قطاع المواصلات والمحلات التجارية والمرافق الجامعية وغيرها.

ومنذ الأربعاء الماضي، أعلنت إدارة الجامعة تحويل التعليم من الوجاهي إلى التعليم الإلكتروني، بسبب إغلاق الحواجز وعرقلة وصول الطلبة والموظفين للجامعة من خارج المدينة.

وبحسب "عويضة" فإن الإغلاق انعكس أيضا على عمّال الداخل المحتل، موضحًا أن "80% من الطبقة الفلسطينية العاملة في الداخل لا تعتمد على التصاريح ولذلك ارتدادات حقيقية".

بدوره، يصف عضو الهيئة الإدارية لغرفة تجارة وصناعة نابلس طايل الحواري، الخطوات الإسرائيلية بحق نابلس، واحتمالية إطالة فترات الإغلاق لها، أنها "بداية الدمار للمجتمع، وتخريب اقتصاده الشخصي والعام" .

ويتابع "الحواري" حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "أن إغلاقات الحواجز ومعابر المحافظة وما قد تسببه من خسائر اقتصادية، تذكرنا بانتكاسة جائحة كورونا".

حواجز إسرائيلية.webp
 

معسكرات ومستوطنات..

وعدا عن الحواجز التي تخنق المدينة، تنتشر معسكرات لجيش الاحتلال على أطراف المدينة وقمم جبالها، عيبال وجرزيم، وفق ما أورده الباحث عبد السلام عوّاد لـ "وكالة سند للأنباء".

ويقول "عوّاد": "تتوزع معسكرات حوارة، وعيبال، ونقطة تل الهوى في جرزيم المسماة (نقطة الموت)، ومعسكر شافي شمرون، ومهاجع عسكرية منتشرة قرب حاجز زعترة، وتجمعات مماثلة في قلب المستوطنات، التي تحصر المحافظة وتبتلع أراضيها وترصد كل حركة وسكنة فيها".

وتحيط بنابلس 11 مستوطنة، إحاطة السوار بالمعصم، وهي" "براخا"، "ايتمار"، "ألون موريه"، "شافي شمرون"، "تفوح"، "عيليه"، "راحيل"، "رحاليم"، "شيلو"، "مجداليم"، "قدوميم"، إضافة لأضعافها من البؤر الاستيطانية.

وتشكل تلك المستوطنات بؤرًا لأشد المستوطنين تطرفًا وكرهًا للفلسطينيين، ويشنون هجمات وانتهاكات ضدهم خاصة في القرى القريبة منها.