الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالصور قطف الزيتون بالضفة.. رحلة الفجر تُعيقها بوابات المستوطنات

حجم الخط
قطف الزيتون
رام الله - خلدون مظلوم – وكالة سند للأنباء

مع لحظات الفجر الأولى، يبدأ الفلّاح الفلسطيني بالضفة الغربية يومه؛ بحثًا عن رزق كُتب له في حقل الزيتون الذي ورثه عن أجداده، متمسّكا به رغم كل ما يواجهه من اعتداءات المستوطنين ومحاولاتهم لسرقة الأرض والمحصول.

وفي القرى التي أقيمت فوق أراضيها المستوطنات والبؤر الاستيطانية، تتضاعف المعاناة، وتزداد الخطورة، حيث تقع العديد من حقول الزيتون خلف سياج تلك المستوطنات والجدار الفاصل، بسبب التوسعات الاستيطانية التي تواصل قضم المزيد من أراضي الفلسطينيين.

في قرية الجانية غربي رام الله، إحدى القرى التي يواجه أهلها شراسة المستوطنين وانتهاكات الاحتلال المتصاعدة في موسم قطف الزيتون، رافقت "وكالة سند للأنباء" المزارعين، خلال توجههم لقطف ثمار الزيتون من جبل "المطوّع" في المنطقة الشمالية الغربية من أراضي القرية، القريبة من قرى رأس كركر ودير عمار وبيتللو.

سرقة الثمار..

قطف الزيتون (5).jpg
 

حسن أحمد أحد المزارعين الذين سرنا معهم في رحلة القطف يقول: "دخلت أرضي بعد الحصول على تنسيق بين الجهات المدنية الرسمية الفلسطينية مع نظيرتها في الارتباط الإسرائيلي".

ويُسمح لأصحاب الأراضي الواقعة خلف سياج المستوطنات بدخول أراضيهم لأيام محددة خلال العام، وعن ذلك يحدثنا "أحمد": "تأخرنا في قطاف الزيتون بسبب أعياد اليهود ما يقارب الـ 15 يومًا، وهو ما سمح للمستوطنين بسرقة ثمار عدة أشجار من أرضنا".

وينوّه في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أنه وصل حقل الزيتون الخاص بعائلته فوجد عشرات أشجار الزيتون قد سرقت ثمارها، مردفًا: "المستوطنون يسرقون ثمار الزيتون، وأحيانًا يجلبون عمالًا لذلك".

ويشتكى "أحمد" من تحديد أوقات دخول وخروج المزارعين لأراضيهم، ما يمنعهم من الاعتناء بأرضهم والأشجار كما يجب، ويجبرهم أحيانًا على الاكتفاء بقطف الثمار، وأحيانًا أخرى يجبرون على ترك الثمر على بعض الأشجار لانتهاء الوقت المحدد لهم للقطاف.

وعندما يُسمح للمزارعين بدخول أراضيهم التي صادروا جزءًا منها، يكون ذلك في ساعة معينة، ويُشير ضيفنا إلى أنهم يُمنعون من التواجد فيها بعد عدة ساعات أو وفق أهواء "حارس أمن المستوطنة".

أيام زمان..

قطف الزيتون.jpg
 

الحاج صلاح الدين عطا، من ريف غرب رام الله، تطرق في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" إلى "أيام زمان" خلال موسم قطف الزيتون، واصفًا حاله بـ "الأفضل" مما عليه اليوم، وكان يُتاح للمزارع الخروج باكرًا والمكوث حتى الغروب دون عوائق.

ويتابع: "الاحتلال حرمنا من كل شيء في موسم الزيتون؛ نأتي ونجد ثمارنا قد سُرقت، وأحيانًا نجد أشجار الزيتون المعمرة والتي عمرها أكبر من الاحتلال قد حُطمت وقطعت (..) نعم حتى الشجر لم يسلم منهم".

ويفتقد الحاج "صلاح "الطقوس الجميلة التي كان معتادًا عليها قبل أن تصادر أرضه خلف سياج المستوطنات، فطهي المقلوبة الفلسطينية على الحطب، وتحضير القهوة والشاي على النار خلال عملهم بالأرض باتت من الذكريات.

ويُضيف: "اليوم نجلب معنا كل شيء جاهز كي نستطيع قطف ما نقدر من ثمار الزيتون قبل طردنا من أرضنا وإخراجنا منها عنوة".

قطف الزيتون (2).jpg
 

وتعرض الحاج "صلاح" وعائلته لاعتداءات كثيرة خلال أو بعد وصولهم لأرضهم وفلاحتها وقطف الثمار منها؛ ويقول: "أحيانًا يمنعنا حراس المستوطنة من الوصول وفي أخرى يعتدي علينا المستوطنون ويسرقون الثمار منا بعد قطفها".

ويستطرد: "كنا سابقًا نترك خلفنا فراش الزيتون وأدوات قطف الثمار، اليوم لا نستطيع ذلك ونقوم بجلبها وإعادتها يوميًا معنا في مركبات وجرارات زراعية خوفًا من قيام المستوطنين بإتلافها".

استيطان زراعي..

ويشير المزارعون في حديثهم لـ "وكالة سند للأنباء" إلى الاستيطان في جبل "المطوع"؛ الذي يضم أراضٍ مزروعة بالزيتون الرومي المُعمر تتبع لقريتي الجانية ورأس كركر، حيث بدأ الاستيطان فيه على شكل مشاريع زراعية، وتحول في أوائل انتفاضة الأقصى إلى استيطان عمراني.

وفي مسلسل الاعتداء على أراضي قرية الجانية، قام أحد المستوطنين من مستوطنة "طلمون"، المقامة على أراضي القرية، بحراثة وزراعة الأراضي "البور" في سفح "جبل المطوع"، وبعد أقل من عام تفاجأ أهالي القرية بأعمال التجريف ووضع بيوتًا متنقلة في المكان.

قطف الزيتون (4).jpg
 

وعلى إثر ذلك، منع المزارعون من الوصول لأراضي المطوع وحراثتها والاعتناء بها لقرابة خمس سنوات؛ قبل أن يحصلوا على قرار بدخولها وقت موسم الزيتون ولحراثتها؛ بمعدل مرتين في السنة فقط.

ويؤكد المزارعون امتلاكهم أوراقًا ثبوتية وطابو من الجهات الفلسطينية الرسمية المختصة، تثبت أن أراضي جبل المطوع فلسطينية ورثوها عن أجدادهم، وهو ما منع تحويل بؤرة "زيت رعنان" لمستوطنة بشكل رسمي من قبل الاحتلال.

تنسيق مسبق..

من جانبه، يقول الناشط ضد الاستيطان عايد مظلوم؛ إن المزارعين أصبحوا بحاجة لتصاريح وأذونات للدخول إلى أراضيهم بعد مصادرة ما حولها من مساحات وأراضٍ متروكة بدون فلاحة لصالح الاستيطان.

ويلفت "مظلوم" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أن سلطات الاحتلال تسمح للمزارعين بدخول أراضيهم التي ورثوها عن أجدادهم في ساعات، وأوقات معينة ومحصورة.

قطف الزيتون (3).jpg
 

ويُكمل: "يُسمح لنا بالدخول من البوابات الاستيطانية في الثامنة صباحًا ويُمنع تواجدنا في أراضينا بعد الرابعة عصرًا"

كذلك يُمنع المزارعين _تبعًا لمظلوم_ من فلاحة أراضيهم وقطف ثمار الزيتون أيام الجمعة والسبت وفي الأيام التي تصادف أعياد اليهود.

يُشار إلى أن قرية الجانية يقطنها اليوم قرابة الـ 1750 نسمة، وهي محاطة بخمس مستوطنات، إضافة لبؤرة استيطانية واحدة، ومعسكر لجيش الاحتلال، مقامة على أراضٍ تابعة للقرية والقرى المحيطة، لا سيما رأس كركر ودير ابزيع وعين قينيا والمزرعة الغربية.