الساعة 00:00 م
الثلاثاء 02 يوليو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.76 دولار أمريكي

مع استمرار العدوان الإسرائيلي

ترجمة خاصة.. وقف الأمم المتحدة الإمدادات الإنسانية لغزة يهدد بتصعيد سلاح التجويع

حجم الخط
الرصيف الأمريكي
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

يهدد وقف الأمم المتحدة إدخال الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة بتصعيد سلاح التجويع مع استمرار العدوان الإسرائيلي وتعمد قصف مخازن وشاحنات نقل المساعدات بشكل متكرر.

وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن عمليات توصيل المساعدات عبر الرصيف العائم الذي بنته الولايات المتحدة في غزة "توقفت مؤقتا" بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة وسط الهجمات الإسرائيلية على القطاع.

وصرحت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين لشبكة سي بي إس الأمريكية أن المخاوف بشأن سلامة فريقها كانت السبب الرئيسي وراء هذا القرار.

وقالت: "أنا قلقة على سلامة موظفينا، لقد تراجعنا في الوقت الحالي للتأكد من أننا في ظروف آمنة وعلى أرض آمنة قبل أن نستأنف العمل. نحن نبذل كل ما في وسعنا في الشمال والجنوب”.

وذكرت ماكين أن مستودعين تابعين لبرنامج الأغذية العالمي في غزة تعرضا للقصف وأن أحد العاملين أصيب.

مراجعة أمنية

ووصفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) الوقف بأنه خطوة للسماح بمراجعة أمنية لوضع توزيع المساعدات في غزة.

وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تعمل مع برنامج الأغذية العالمي وشركاء آخرين لتوزيع المساعدات عبر الرصيف، إنهم يعملون مع المسؤولين الأمريكيين والمجموعات الإنسانية الأخرى “لضمان إمكانية استئناف المساعدات بشكل آمن وفعال بعد الانتهاء من المراجعة الأمنية التي يتم إجراؤها”.

وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي على النصيرات الذي أسفر عن قتل أكثر من 270 فلسطينيًا أفادت عدة وسائل إعلام نقلا عن مسئولين أمريكيين عن تورط الولايات المتحدة في العملية.

وأثارت مقاطع فيديو لطائرة هليكوبتر تغادر الرصيف الذي بنته الولايات المتحدة الشكوك حول احتمال استخدامها في الهجوم المميت في مخيم النصيرات.

وضع إنساني صعب في غزة

تأتي هذه التطورات عشية توجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الأردن للمشاركة في مؤتمر رفيع المستوى يوم الثلاثاء يهدف إلى تعزيز الاستجابة الجماعية لمعالجة الوضع الإنساني الصعب في غزة.

ويُنظم المؤتمر- الذي يعقد تحت عنوان "دعوة للعمل: المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة"- بدعوة من العاهل الأردني والرئيس المصري وأمين عام الأمم المتحدة، ويشارك فيه رؤساء دول وحكومات ووكالات إغاثة إنسانية.

في هذه الأثناء قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن استمرار وقف تسليم الوقود عبر معبر رفح من مصر إلى قطاع غزة تسبب بتداعيات سلبية متعددة، حيث أثر على "الشاحنات والمستشفيات وشبكات الصرف الصحي وعمليات تحلية المياه والمخابز".

وذكر المكتب الأممي أنه "في ظل الوضع الحالي، لا تزال قوافل المساعدات بحاجة إلى اجتياز الأعمال العدائية النشطة، والطرق التي بالكاد تعد صالحة، والذخائر غير المنفجرة، والتأخيرات المتكررة".

التجويع سلاح إسرائيلي

في 6 يونيو/حزيران، تعرض أحد مستودعات برنامج الأغذية العالمي في دير البلح لأضرار بعد أن أصاب صاروخ إسرائيلي مبنى مطحنة الدقيق المجاور - وهو واحد من مطحنتين فقط في وسط قطاع غزة، حيث يستخدم المستودع كمخزن رئيسي ومركز عبور للسلع في القطاع.

وعقب ذلك حث البرنامج الأممي جميع الأطراف على الوفاء بالتزاماتها باحترام سلامة المباني والأصول الإنسانية، وكذلك عمال الإغاثة الذين يخدمون الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.

ويعاني تسعة من كل 10 أطفال في قطاع غزة من فقر غذائي حاد، ويعيشون على مجموعتين غذائيتين أو أقل يوميًا، وفقًا لما ذكرته منظمة اليونيسف في 6 يونيو، بناءً على خمس جولات من البيانات التي تم جمعها بين ديسمبر 2023 وأبريل 2024.

علاوة على ذلك، في تحليل أشارت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET)، التي نُشرت في 31 مايو/أيار، إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح قد عطلت قنوات توزيع الغذاء وقللت من إمكانية الوصول إلى الغذاء.

وشددت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة على أنه بغض النظر عما إذا تم الوصول إلى عتبات المجاعة أو تجاوزها - وهو أمر لا يمكن إجراء تقييم دقيق له بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية وجمع البيانات - فإن سوء التغذية مرتفع للغاية بين الأطفال و"يموت الناس لأسباب مرتبطة بالجوع في جميع أنحاء غزة".

وأكدت أن العديد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن عامين، يحتاجون إلى رعاية عاجلة.

وأفاد منسق التغذية والصحة التابع للمنظمة غير الحكومية في غزة أن نقص الغذاء يؤثر على نمو الأطفال، ويؤخر نموهم، ويضعف الأعضاء الحيوية مثل القلب والكلى والرئتين، ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الالتهاب الرئوي.

وقد أدت العمليات العسكرية إلى زعزعة استقرار تدفقات المساعدات الإنسانية بشكل كبير، مما أجبر الأمم المتحدة وشركائها على إعادة تنظيم العملية برمتها.

وتقول الأمم المتحدة إن العوائق والتأخير ورفض البعثات من السلطات الإسرائيلية لا تزال تحد وتقوض قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى المجتمعات المتضررة في غزة لتقديم المساعدة والخدمات الأساسية.

وفي الفترة ما بين 1 و6 حزيران/يونيو، سمحت السلطات الإسرائيلية بتيسير 8 بعثات (47%) من أصل 17 بعثة مساعدة إنسانية منسقة إلى شمال غزة، ومُنعت 3 قوافل من الوصول، وتم إعاقة 4 بعثات فيما تم إلغاء بعثتين لأسباب تشغيلية أو أمنية.

بالإضافة إلى ذلك، من بين 74 بعثة مساعدة إنسانية منسقة إلى مناطق في جنوب غزة، قامت السلطات الإسرائيلية بتيسير 52 مهمة (70 في المائة)، ورُفضت 3 (4 في المائة)، وتم إعاقة 12 مهمة (16 في المائة)، وتم إعاقة 7 بعثة (16 في المائة).

وتعرضت أغلب البعثات الإنسانية لتأخيرات طويلة، حيث وصلت بعض التأخيرات إلى تسع ساعات في مواقع حساسة وغير آمنة، مما يعرض العاملين في المجال الإنساني لمخاطر أمنية متزايدة.