توفيت الصحفية شذى الصباغ، مساء السبت، جراء إصابتها بالرصاص في مخيم جنين الذي يشهد حملة أمنية لأجهززة الأمن الفلسطينية منذ نحو 3 أسابيع.
وأفاد شهود عيان، بأن الصحفية شذى تعرضت لإطلاق نار مباشر وهي رفقة أطفال ونساء من عائلتها، حيث أصيبت بشكل مباشر بالرأس.
وفي تسجيلات صوتية نشرت لأحد أقارب الصحفية وشهود عيان، قالوا إن أفرادًا من أجهزة الأمن الفلسطينية المتمركزين في أحد المنازل القريبة أطلقوا النار بشكل مباشر عليها وأصابوها بالرصاص.
بدورها، حملت عائلة الصباغ، "السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة".
وقالت في بيان لها، "نزف إلى شعبنا الفلسطيني والأمة الإسلامية ابنتنا الشهيدة الصحفية شذى الصباغ، التي ارتقت شهيدةً برصاصة قناص من أجهزة أمن السلطة، في جريمة مكتملة الأركان ارتكبتها أجهزة السلطة الأمنية في مدينة جنين".
وتابعت "تؤكد العائلة أن الشهيدة شذى كانت برفقة والدتها، وتحمل في حضنها أطفالاً صغاراً، في حيٍّ مُضاءٍ بالكامل وخالٍ من أي اشتباك أو تهديد أمني".
وأردفت "على الرغم من ذلك، أصرّ قناصة الأجهزة على إطلاق النار المباشر عليها، مُستبيحين دماء بريئة ومُتناسين كل القيم الوطنية والإنسانية."
وأكدت العائلة أن "هذا التصعيد الخطير يعكس تحول هذه الأجهزة، إلى أدوات قمعية تُمارس الإرهاب ضد أبناء شعبها، بدلاً من حماية كرامتهم والوقوف في وجه الاحتلال."
وشدد البيان على أن "هذه الجريمة النكراء هي دليلٌ صارخ على الانحراف الخطير لأجهزة السلطة الأمنية، التي باتت توجه سلاحها نحو صدور أبناء شعبها بدلاً من مواجهة الاحتلال الغاشم، ونحن، عائلة الشهيدة الصحفية شذى الصباغ، نحمل السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الشنيعة".
ودعت عائلة الصباغ "كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية، إلى التحرك الفوري للتحقيق في هذه الجريمة، ومحاسبة كل من تورط في التخطيط والتنفيذ".
كما حثت "جميع أبناء شعبنا إلى رصّ الصفوف، ومواجهة كل من يسعى لإضعاف قضيتنا وتمزيق وحدتنا الوطنية".
بدوره، نفى الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب تواجد أي قوى للأمن في المكان، مدينًا ما وصفها بـ "الجريمة البشعة التي ارتكبها خارجون عن القانون، والتي أسفرت عن مقتل الصحفية شذى صباغ بعد إصابتها برصاصة في رأسها، وإلحاق أضرار مادية جسيمة بأحد المنازل الذي تم حرقه وإطلاق النار عليه بشكل عشوائي".
وأضاف: "وفقًا للتحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان، فإن قوى الأمن لم تكن متواجدة في المكان".
وأكد المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطيني، الالتزام الكامل بفرض سيادة القانون وملاحقة المتورطين بمقتل الصحفية، وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت ممكن.
من جانبها، نعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين "الشهيدة شذى الصباغ، الطالبة الصحافة في جامعة القدس المفتوحة، التي أصيبت بعيار ناري في الرأس خلال الأحداث في مخيم جنين.
وطالبت النقابة في تصريح اطلعت عليها "وكالة سند للأنباء"، "بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة يشارك بها ممثل عن النقابة للوقوف على الحقيقة ومحاسبة القتلة وعدم إفلاتهم من العقاب".
وتستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع، اشتباكات عنيفة في المخيم بين المقاومين الفلسطينيين وأجهزة الأمن الفلسطينية؛ في أعقاب حملة أمنية أعلنت عنها الأخيرة لملاحقة من وصفتهم بـ "الخارجين عن القانون"؛ وأدت لوقوع 6 ضحايا، بينهم قائد ميداني في كتيبة جنين، ومطارد لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات.
واليوم السبت، أعلن الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب، عن مقتل أحد عناصر جهاز حرس الرئاسة بالاشتباكات المستمرة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وهو القتيل الخامس منذ أن بدأت بشن حملتها الأمنية على المخيم.