أدانت فصائل وجهات فلسطينية اليوم الأحد، حادثة استهداف الصحفيّة شذى الصباغ أثناء تواجدها أمام منزل لأقاربها في مخيم جنين شمال الضفة الغربية والتي أدت لاستشهادها على الفور، مطالبةً الأجهزة الأمنية بـ "الاستجابة لمطالب حقن الدماء".
واستشهدت الصحفيّة شذى الصباغ مساء أمس السبت، بعد إصابتها بطلق ناريّ في رأسها، بمنطقة شارع مهيوب بمخيم جنين شمال الضفة؛ والذي يشهد حملة أمنية تشنّها أجهزة الأمن الفلسطينية على المخيم منذ 23 يومًا.
واتهمت "حماس" في بيانٍ لها تلقته "وكالة سند للأنباء" الأجهزة الأمنية بقتل الصحفيّة شذى الصبّاغ، مؤكدةً أنه جرى استهدافها بشكلٍ مباشر ومتعمد أثناء تواجدها أمام منزل لأقاربها برفقة أطفال ونساء في مخيم جنين.
وقالت إنّ "قتل أجهزة أمن للصحفية شذى شقيقة الشهيد القسامي معتصم الصباغ؛ بدم بارد وبشكل متعمد، هو عمل إجرامي مدان يضاف لسجل تلك الأجهزة الأسود بحق أبناء شعبنا من قتل واعتقال وتنكيل" وفق ما جاء في البيان.
وأكدت أنّ العملية (الأمنيّة) وصلت إلى مراحل خطيرة وغير مسبوقة، وتحاكي ما يقوم به الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، مشيرةً إلى أنّ هذه الجريمة ليست حادثة عابرة، بل جزء من سياسة قمعية تستهدف مخيم جنين الذي يشكل رمزًا للصمود والمقاومة.
وطالبت "حماس" السلطة الفلسطينية وأجهزتها بالاستجابة إلى المبادرات الوطنية المختلفة لوقف هذه الحملة ضد مخيم جنين.
كما دعت الكل الوطني الفلسطيني أن يتداعى إلى الضغط على السلطة بكل حزم لمحاسبة المتورطين في قتل الصحفية، ووقف هذه العملية الأمنية التي وصفتها بأنها "لا وطنية"، وتكثيف الحراك بكافة السبل لـ "صدها عن ملاحقة المقاومين وأحرار وحرائر شعبنا".
وشددت "حماس" أيضًا في بيانها على ضرورة الإفراج عن كافة المعتقلين، والوقوف إلى صف الشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى الإبادة الجماعية ومخططات الضم والتهجير.
الكتلة الإسلامية: قتل متعمد
من جانبها، نعت الكتلة الإسلامية في جامعات ومعاهد الصفة الغربية، "الزميلة الشهيدة شذى الصباغ، الطالبة في كلية الإعلام والصحافة في جامعة القدس المفتوحة".
واعتبرت، في بيان لها، وصل وكالة سند للأنباء، أن "هذا القتل المتعمد للصحفية شذى، هو عمل إجرامي مدان يضاف لسجل تلك الأجهزة الأسود بحق أبناء شعبنا من قتل واعتقال وتنكيل".
الجهاد تُطالب الأمن لتجنب الفتن وحقن الدماء
هذا وقد أدانت حركة الجهاد الإسلامي، حادثة استشهاد الصحفية شذى الصباغ في مخيم جنين الليلة الماضية، مجددة مطالبتها للأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتجاوب مع المبادرات الوطنية لتجنب الفتن وحقن الدماء.
ووصفت حركة الجهاد في تصريح اطلعت عليه "وكالة سند للأنباء": ما حدث بأنه "جريمة نكراء"، مطالبةً الأجهزة الأمنية بوقف الاعتداءات على الأهالي في مخيم جنين.
كما طالبت حركة الجهاد الإسلامي أجهزة أمن بـ "التجاوب مع المبادرات الوطنية لتجنب الفتنة وحقن دماء أبناء شعبنا".
لجان المقاومة تدعو لتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة القتلة
من ناحيتها، دعت لجان المقاومة في فلسطين تشكيل لجنة تحقيق وطنية فورية والعمل على محاسبة القتلة المسؤولين عن جريمة قتل الصحفية شذا صباغ.
وأدانت "لجان المقاومة" استمرار الحملة الأمنية التي تستهدف المقاومين الأبطال من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وخاصة مخيم جنين وملاحقة أصحاب الرأي والكتاب ونشطاء الإعلام والتنكيل بهم.
وشددت على ضرورة وقف الاعتقال والملاحقات لأنباء الشعب لأنها "تزيد من حالة الاحتقان ولا تخدم إلا العدو وأجنداته الخبيثة".
حماية: قتل صبّاغ منحنى خطير يستلزم إجراءات فورية
أما مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) فقال إن جريمة قتل الصحفية الشابة "شذى الصباغ" في جنين منحنى خطير يستلزم إجراءات محاسبة فورية.
وحث المركز الحكومة الفلسطينية على فتح تحقيق شامل وشفاف لكشف حقيقة الجريمة ومحاسبة جميع المتورطين فيها أمام القضاء.
وذكر أن جريمة قتل الصحفية الشابة هزت الرأي العام الفلسطيني وأثارت مخاوف جديدة بشأن سلامة الصحفيين وحقهم في ممارسة عملهم بحرية.
وطالب المركز، الجهات الفلسطينية المختصة بسرعة التحقيق لكشف المتورطين بجريمة قتل الصحفية الصباغ والعمل على ضمان سلامة الصحفيين وحقهم في ممارسة عملهم بحرية ومن دون ترهيب.
ونعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، الصحفيّة شذى الصباغ، طالبة الصحافة في جامعة القدس المفتوحة بنابلس وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة يشارك بها ممثل عن النقابة، للوقوف على الحقيقة ومحاسبة القتلة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
وقد حملت عائلة الصباغ في بيانٍ لها عقب استشهاد ابنتها "السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة حيث جرى استهدافها بواسطة قنّاص"، مؤكدةً أنّها "كانت برفقة والدتها، وتحمل في حضنها أطفالاً صغاراً، في حيٍّ مُضاءٍ بالكامل وخالٍ من أي اشتباك أو تهديد أمني".
وأشارت العائلة في بيانها إلى أن "هذا التصعيد الخطير يعكس تحول هذه الأجهزة، إلى أدوات قمعية تُمارس الإرهاب ضد أبناء شعبها، بدلاً من حماية كرامتهم والوقوف في وجه الاحتلال".
في المقابل، أصدر الناطق باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب، بيانًا بعد أقل من ساعة على الحادثة، عبّر فيه عن إدانة قوى الأمن بأشد العبارات الجريمة البشعة التي حصلت وأدت لاستشهاد الصحفية "الصباغ".
واتّهم رجب من وصفهم بـ "خارجين عن القانون" بارتكابها بإصابة الصحافية الصباغ برصاصة في رأسها، وإلحاق أضرار مادية جسيمة بأحد المنازل الذي تم حرقه وإطلاق النار عليه بشكل عشوائي.
وقال إنّه ووفقًا للتحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان، فإن قوى الأمن لم تكن متواجدة في المكان، داعيًا المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية لـ "الإبلاغ عن أي معلومات قد تُساهم في كشف ملابسات الحادث وضبط المتورطين، وعبّر عن تضامننا الكامل مع عائلتها في هذا المصاب الأليم".