تحدثت والدة الصحفية شذى الصباغ اليوم الأحد، عن تفاصيل الحادثة التي أدت لاستشهاد ابنتها بالرصاص بمنطقة شارع مهيوب في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، والذي يتعرض لحملة أمنية تشنّها الأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ أكثر من 20 يومًا.
وأكدت ناهدة الصباغ والدة "شذى"، في مقطع مصور تابعته "وكالة سند للأنباء"، أن ابنتها قتلت برصاص الأمن الفلسطيني، قائلةً في روايتها لما حدث مساء أمس إنها: "خرجت مع شذى ويرافقهما أطفال، نحو دكان قريب في نفس الحي داخل المخيم، وكان عناصر الأجهزة الأمنية يتمركزون في ناحية قريبة منهم".
وذكرت أنّه جرى إطلاق النار بكثافة عليهم، مضيفة: "حاولنا النزول أرضًا والاحتماء منها، لكن شذى أصيبت برصاصة قاتلة، وتوفيت مباشرة".
وجاء في حديثها أنّها كلما حاولت سحب شذى يتم إطلاق النار عليها، منوهةً أنها صرخت أكثر من مرة عليهم لمطالبتهم بوقف إطلاق النار وأن ابنتها قد توفيت لكن دون جدوى.
وأفادت أنّ "مواطنين حاولوا الاقتراب من مكان الحدث لإسعاف شذى وحملها، لكن تم استهدافهم بالنيران".
وأكدت الصباغ أن ابنتها شذى "كانت مستهدفة من جانب الأجهزة الأمنية، كونها أعدت تقريرًا في نفس اليوم عن قيام الأمن بحرق منزل في المخيم، وصوّرت مقابلات مع عائلة طفل قتل برصاص الأمن في المخيم".
ونفت الصباغ، وهي والدة الشهيد معتصم الصباغ، الذي ارتقى برصاص الاحتلال في آذار/ مارس 2023، حدوث أي اشتباكات مسلحة بالمكان، أو أن يكون مسلحون من المخيم، من أطلق الرصاص".
كما نفت تواصل أي من متحدثي الأجهزة الأمنية أو غيرهم معها، محملةً السلطة الفلسطينية، المسؤولية عن قتلها بدم بارد.
وكان الناطق باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب، قد أصدر بيانًا بعد أقل من ساعة على وقوع الحادثة، عبّر فيه عن إدانة قوى الأمن بأشد العبارات الجريمة البشعة التي حصلت وأدت لاستشهاد الصحفية "الصباغ".
واتّهم رجب في بيانه من وصفهم بـ "خارجين عن القانون" بارتكابها بإصابة الصحافية الصباغ برصاصة في رأسها، وإلحاق أضرار مادية جسيمة بأحد المنازل الذي تم حرقه وإطلاق النار عليه بشكل عشوائي.
وقال إنّه ووفقًا للتحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان، فإن قوى الأمن لم تكن متواجدة في المكان، داعيًا المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية لـ "الإبلاغ عن أي معلومات قد تُساهم في كشف ملابسات الحادث وضبط المتورطين، وعبّر عن تضامننا الكامل مع عائلتها في هذا المصاب الأليم".
فيما اتهمت حركة "حماس" الأجهزة الأمنية بتعمّد قتل الصحفية شذى بدم بارد واعتبرته عملًا إجراميًا يضاف لـ "سجل تلك الأجهزة الأسود بحق أبناء شعبنا من قتل واعتقال وتنكيل" وفق ما جاء في البيان.
وطالبت "حماس" في بيانٍ صدر عنها السلطة الفلسطينية وأجهزتها بالاستجابة إلى المبادرات الوطنية المختلفة لوقف هذه الحملة ضد مخيم جنين.
كما دعت الكل الوطني الفلسطيني أن يتداعى إلى الضغط على السلطة بكل حزم لمحاسبة المتورطين في قتل الصحفية، ووقف هذه العملية الأمنية التي وصفتها بأنها "لا وطنية"، وتكثيف الحراك بكافة السبل لـ "صدها عن ملاحقة المقاومين وأحرار وحرائر شعبنا".
من جانبها أدانت حركة "الجهاد الإسلامي" حادثة قتل الصحفية شذا الصباغ، ووصفت ما حدث بأنه "جريمة نكراء"، مطالبةً الأجهزة الأمنية بوقف الاعتداءات على الأهالي في مخيم جنين، والتجاوب مع المبادرات الوطنية لـ "تجنب الفتنة وحقن دماء أبناء شعبنا".
وقد نعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، الصحفيّة شذى الصباغ (22 عامًا)، طالبة الصحافة في جامعة القدس المفتوحة بنابلس وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة يشارك بها ممثل عن النقابة، للوقوف على الحقيقة ومحاسبة القتلة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.