يواجه مئات آلاف المواطنين، لا سيما الأطفال، في قطاع غزة خطر الجوع بعد أن توقفت المخابز عن العمل وأغلقت أبوابها نتيجة نفاد كميات الدقيق المتوفرة.
وأول أمس الثلاثاء، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أن جميع المخابز المدعومة من قبله وعددها 25 مخبزا في قطاع غزة، أغلقت أبوابها بسبب نفاد الدقيق والوقود المتوفر لديه.
وعلى مدى 4 ساعات متواصلة، واصل المواطن سميح عبد ربه، وهو نازح من جباليا شمال قطاع غزة، السعي بحثا عن الخبز لإطعام أفراد عائلته وعددهم 12 نفرا بينهم أطفال ابنته الشهيدة.
وقال عبد ربه لـ"وكالة سند للأنباء": "كنا نستهلك كل يوم 3 ربطات خبز، وكان اعتمادنا الكلي على المخابز، والتي تبيع الربطة بـشيكلين، وهو سعر في متناول الأيدي".
وضاف: "لكن منذ 4-5 أيام والمخابز مقفلة، وها أنا أجوب الطرقات بحثا عن الخبز".
وناشد عبد ربه الرئيس المصري وهيئة الأمم المتحدة وأصحاب القلوب الرحيمة للنظر إلى معناتهم، قائلا: "نحن نموت ونقتل بالصواريخ، فهل يعقل أن نموت نحن وأولادنا من الجوع؟".
أما المواطن محمد سعيد، وهو نازح من مدينة الزهراء، فتحدث عن معاناة عائلته بسبب عدم توفر الخبز.
وقال: "نعاني من عدم توفر الخبز وارتفاع سعر الدقيق وكل أسعار المواد الغذائية بسبب إغلاق المعابر".
وأضاف وهو يتكئ على عكازه: "أولادي يريدون الخبز، وأنا لا أستطيع توفيره أو شراء الدقيق لعدم توفره في الأسواق".
ووجه سعيد رسالة للعالم طالب فيها بأن "يفتحوا المعابر وأن يتركونا نعيش".
وأغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معابر قطاع غزة، وأهمها معبر كرم أبو سالم التجاري، وأوقفت إدخال المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية، صباح الثاني من مارس/آذار الجاري، حيث انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي استمرت 42 يومًا.
وتقدّر هيئات محلية ودولية، أن أكثر من 80% من بين مليونين و400 ألف نسمة في القطاع المحاصر، يعتمدون على المساعدات الإنسانية في معيشتهم وتدبير شؤونهم الحياتية اليومية.