اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التصريحات الصادرة عن مسؤولين ووزراء بحكومة الاحتلال الإسرائيلي، هي إقرار علني متجدِّد بارتكاب جريمة حرب، بإعلان استخدام التجويع كسلاح، وحرمان المدنيين من المواد الأساسية للحياة، من غذاء ودواء وماء ووقود، وذلك للأسبوع السابع على التوالي.
وأشارت "حماس" في تصريح صحفي تلقته "وكالة سند للأنباء" اليوم الخميس، إلى تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، والتي أكد فيها أن مَنْع حكومته المساعدات الإنسانية عن غزة هو أحد أدوات الضغط، وأنه لن يتم إدخال أي مساعدات إلى القطاع.
كما أشارت إلى تصريح وزير الأمن القومي بحكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، الذي دعا فيه إلى عدم إدخال "حتى غرام واحد" من المساعدات إلى القطاع.
وبينت أن هذا التصريحات تضاف إلى تصريحات ومواقف عدّة صادرة عن "هذه الطغمة الفاشية الصهيونية، والتي تواصل تحديها لكل القوانين والأعراف، وإعلان نيّتها الواضحة في استمرار هذه الإبادة الوحشية".
وعبرت الحركة عن اسفها لمرور هذه التصريحات الإجرامية دون أن تجد موقفاً واضحاً من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وكذلك الهيئات القضائية الدولية لإدانتها، وجلب أصحابها للمحاسبة.
وجددت مطالباتها المجتمع الدولي بالتحرك لوقف جريمة التجويع والحصار المفروضة على القطاع، كما طالبت محكمة الجنايات الدولية بملاحقة كاتس وبن غفير وكل قادة الاحتلال، ومحاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية.
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المواد الأساسية من غذاء ومياه وأدوية إلى قطاع غزة، عقب قراره بإغلاق المعابر بشكل كامل، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ودفع القطاع إلى شفا المجاعة.
وأمس الأربعاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن القطاع يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، جراء الجوع الذي يهدد حياة السكان المدنيين بشكل مباشر، وفي مقدمتهم أكثر من مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل غياب الغذاء، وشُح المياه.
وقبل أيام، أعلنت مديرة الإعلام والتواصل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، جولييت توما، أن قطاع غزة دخل مرحلة "الجوع الشديد للغاية"، جراء الإغلاق الإسرائيلي المتواصل للمعابر، ونفاد الإمدادات الأساسية في القطاع.
ويفرض الاحتلال حصارًا خانقًا على غزة للسنة الـ18 على التوالي، فيما بات قرابة المليون ونصف المليون فلسطيني من أصل 2.2 مليون بلا مأوى، بعدما دمّرت آلة الحرب الإسرائيلية منازلهم، ما فاقم معاناتهم وسط ظروف مجاعة خانقة نتيجة تعطيل إدخال المساعدات الإنسانية.