حذر محافظ جنين كمال أبو الرب، اليوم الأربعاء، من استمرار وتصاعد الأوضاع الكارثية التي تعاني منها مدينة ومخيم جنين، في ظل استمرار العدوان العسكري الإسرائيلي، وإغلاق حاجز الجلمة شمال المدينة.
ويتواصل عدوان الاحتلال على المدينة ومخيمها منذ أكثر من 3 شهور، وسط تصعيد متواصل في عمليات التجريف، وإحراق المنازل، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، في ظل حصار خانق يمنع دخول أي جهة أو شخص، ويقوّض أدنى مقومات الحياة داخل المخيم.
وقال أبو الرب في حيث خاص بـ "وكالة سند للأنباء" إنّ الاحتلال نصب بوابة حديدية على دوار العودة المؤدي للمخيم لمنع عودة النازحين، ووضْعِ مزيد من التضييقات عليهم.
ولفت إلى أنه لا معلومات دقيقة عّما يقوم به جيش الاحتلال داخل المخيم وحاراته، بسبب منع الدخول بشكل نهائي، فيما تتحرك آلياته بشكل دائم في محيط المخيم.
لكن أبو الرب أبدى تفاؤله بانسحاب قريب لقوات الاحتلال، معتبرًا أن عمليته استنفدت أهدافها، ولا مبررات لاستمرار البقاء في المخيم.
وحول انعكاسات العدوان على اقتصاد جنين، بين المحافظ أنه وفقًا لتقديرات الغرفة التجارية ومديرية الاقتصاد، تخسر جنين يوميًّا 30 مليون شيقل بسبب إغلاق حاجز الجلمة منذ بدء الحرب.
وأوضح أبو الرب أن 15 مليون شيقل تعتبر خسائر نتيجة عدم قدرة فلسطينيي 1948 على الدخول إلى جنين، وهم الذين كانوا يحرّكون عجلة الاقتصاد بشكل لافت، إضافة إلى 15 مليونًا أخرى نتيجة منع عمال جنين من التوجه للعمل في الداخل المحتل.
وقال إنه تم فتح الحاجز ليوم واحد قبل أسبوعين، وسجلت جنين دخلًا وصل إلى 20 مليون شيقل في حينهن قبل أن يغلقه الاحتلال لاحقًا.
وأوضح المحافظ أن نسبة البطالة في محافظة جنين عمومًا قفزت لأكثر من 50%، بعد أن كانت لا تتجاوز 19% عام 2020.
وأشار إلى أن المحافظة تعمل على ترتيب الأوضاع الداخلية في المدينة، والمساهمة في دفع الحركة التجارية، وفتح المحال تنظيم أوقات الدوام في المديريات الحكومية، للسماح للمواطنين بإنجاز معاملاتهم بسرعة.
ووفق بلدية جنين، دمر الاحتلال نحو 600 وحدة سكنية بالكامل، إلى جانب مئات المنازل المتضررة التي أصبحت غير صالحة للسكن.
كما بلغ عدد النازحين أكثر من 21 ألفًا يتوزعون في أنحاء محافظة جنين، من بينهم 6 آلاف داخل المدينة، و3200 في سكنات الجامعة العربية الأمريكية، فيما تستضيف بلدة برقين نحو 4181 نازحًا.
وارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى 41 شهيدًا، بينهم شهيدان برصاص الأجهزة الأمنية الفلسطينية، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين.