الساعة 00:00 م
الثلاثاء 23 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

حصاد الأسرى 2019.. عام الشهداء

حجم الخط
1.jpg
رام الله - وكالة سند للأنباء

شهد عام 2019 هجمة شرسة وممنهجة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى في سجونها، ما بين اعتداءات وانتهاكات وإهمال طبي وصولاً للقتل.

وتنوعت انتهاكات سلطات الاحتلال بحق الأسرى، بين وضع أجهزة تشويش ومنع من الزيارات وتفتيش الغرف الخاصة بهم، بالإضافة إلى التنقلات المفاجأة بين المعتقلات، وكذلك انتهاج سياسية الإهمال الطبي التي تسببت باستشهاد 5 أسرى خلال عام 2019.

ويعيش أكثر من 5000 أسير فلسطيني بينهم نساء وأطفال وكبار سن ظروفاً مأساوية داخل سجون الاحتلال.

قتل ممنهج

وأكد مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة أن 5 أسرى قُتلوا داخل سجون الاحتلال جراء سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال بشكل ممنهج ضد الأسرى.

وقال حمدونة إن الأسير فارس بارود من غزة، قتله الاحتلال على مدار 28 عاماً من الاعتقال بشكل بطيء، وذلك عبر جملة من أدوات التعذيب، كاحتجازه في العزل لسنوات طويلة داخل زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، والتي تسببت بإصابته بعدة أمراض، رافقها الإهمال الطبي المتعمد.

وأضاف أن تعمد الاحتلال في إهمال الأسير بارود طبياً أدى إلى استشهاده في السادس من فبراير 2019.

وبيّن أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب عمر يونس (20عاما) بعد أن أطلقت النار عليه في 27 إبريل 2019، وأبقى على احتجازه لمدة أسبوع في مستشفى "بيلنسون" الإسرائيلي، ثم مددت اعتقاله خلال وجوده في المستشفى، ولم يسمح لعائلته بزيارته، إلى أن أُعلن عن استشهاده.

وفي 16 تموز 2019، استشهد الأسير نصار ماجد طقاطقة (31 عاماً)، من بلدة بيت فجار في محافظة بيت لحم، بعد تعرضه للتعذيب في مركزي تحقيق "المسكوبية" و"بيتح تكفا" من قبل المحققين الإسرائيليين.

وأُصيب طقاطقة نتيجة لظروف التحقيق والاحتجاز القاسية بالتهاب رئوي حاد، رافقه إهمال طبي متعمد كجزء من التعذيب، أدى إلى استشهاده في معتقل نيتسان الرملة.

وفي الثامن من سبتمبر 2019، استشهد الأسير بسام السايح (46 عاماً)، من نابلس، بعد تعرضه لعملية قتل بطيء استمرت منذ اعتقاله عام 2015، إذ اعتقله الاحتلال وهو مصاب بالسرطان، وتفاقم مرضه جراء تعرضه للتحقيق والتعذيب الشديد، حتى أُعلن عن استشهاده.

وفي 26 نوفمبر 2019 استشهد الأسير سامي أبو دياك (36 عامًا)، بعد عملية قتل بطيء استمرت منذ عام 2015، إذ تعرض لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى "سوروكا"، حيث تم استئصال جزء من أمعائه.

 وأُصيب أبو دياك جرّاء نقله المتكرر عبر ما تسمى بعربة "البوسطة"، التي تُمثل للأسرى رحلة عذاب أخرى، بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وعقب ذلك خضع لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبتت لاحقاً إصابته بالسرطان.

لم يكتف الاحتلال بقتل الأسرى من خلال التعذيب والاهمال الطبي، بل يواصل انتهاكاته بحق الشهداء منهم، وما زال يحتجز عشرات الجثامين في مقابر الأرقام، ويمنع تسليمهم لذويهم من أجل دفنهم كل في بلدته.

الأسرى المرضى

تجاوز عدد الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية الــ (700) أسيراً وأسيرة، منهم نحو (170) حالة مرضية صعبة وخطيرة، بينها (23) مريضاً مصاباً بالسرطان، و(17) أسيرا يقيمون بشكل شبه دائم فيما تسمى "مشفى الرملة".

ويعاني العشرات من الأسرى من إعاقات حركية وشلل وأمراض الكبد الوبائي والفشل الكلوي والقلب وأمراض أخرى.

وأكد حمدونة أن 26% من الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مختلفة تسببتها ظروف اعتقالهم السيئة، دون أن يتلقون الرعاية الصحية المناسبة.

وأشار إلى أن 10% من الأسرى المرضى مصابون بأمراض مزمنة وتحتاج لعمليات جراحية ومتابعة طبية متخصصة كالسرطان والقلب والكلى والغضروف والروماتزم والربو والضغط والقرحة، في حين لا يتلقى هؤلاء الأسرى اهتماماً صحياً في سجون الاحتلال.

الأسيرات والأطفال

ويعتقل الاحتلال نحو 42 أسيرة في سجن "الدامون"، ويرتكب بحقهن عشرات الانتهاكات، بالإضافة إلى اعتقاله 200 طفل يتعرضون لانتهاكات صارخة تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية التي تكفل حمايتهم وحقوقهم الجسدية والنفسية والتعليمية وتواصلهم بذويهم.

ويفتقد سجن الدامون - الذي كان اسطبلاً للخيول قديماً- لأدنى مقومات الحياة الآدمية، حيث ما زالت أرضية هذا المعتقل من الباطون، باردة جداً بفصل الشتاء وحارة جداً في الصيف، وغالبية الغرف سيئة التهوية، مليئة بالرطوبة والحشرات كون البناء قديم جداً، وجزء كبير من الخزائن التي تستخدمنها الأسيرات صدئة، ولا يوجد كراسي بالغرف، وإدارة السجن تمنع الأسيرات من تغطية الأرضية بالبطانيات لكي يجلسن عليها.

الاعتقال الإداري

ويعتقل الاحتلال أكثر من 500 أسير إدارياً بلا أي مبرر قانوني أو تهمة أو محاكمة، بملف سري لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليه، ويمكن تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات قابلة للتجديد بالاستئناف.

وتلجأ قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الاعتقال الإداري، حين لا يوجد دليل كاف بموجب الأوامر العسكرية التي فرضتها دولة الاحتلال على الضفة الغربية لاعتقال المواطنين الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة.

ويعتبر الاعتقال الإداري بالصورة التي تمارسها دول الاحتلال غير قانوني واعتقال تعسفي.

وينص القانون الدولي على أن "الحبس الاداري لا يتم إلا إذا كان هناك خطر حقيقي يهدد الامن القومي للدولة، وهو بذلك لا يمكن أن يكون غير محدود ولفترة زمنية طويلة".

وطالب مدير مركز الأسرى للدراسات المؤسسات الحقوقية والدولية بالضغط على سلطات الاحتلال لإلزامه بمواد وبنود اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة والقانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بحقوق الأسرى والأسيرات الفلسطينيات.

الإضرابات

يلجأ الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال إلى خوض الإضراب المفتوح عن الطعام بعد نفاد جميع الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم، من أجل استعادة حقوقهم المسلوبة.

 ويمتنع الأسير في الإضراب عن تناول جميع أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناوله باستثناء الماء وقليل من الملح.

وعن أبرز الإضرابات التي خاضها الأسرى، معركة "الكرامة 2"، في الثامن من شهر إبريل/نيسان لهذا العام، حيث خاض عشرات الأسرى يتقدمهم قادة الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام والشراب.

وجاء الإضراب كخطوة احتجاجية على الأوضاع السيئة التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال، والانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحقهم، ورفضًا لأجهزة التشويش المسرطنة، التي زرعتها إدارة السجون في غرف الأسرى وأقسامهم.

وتوصل الأسرى إلى اتفاق مبدئي مع إدارة السجون الإسرائيلية، ينهي إضرابهم عن الطعام الذي استمر 8 أيام، مقابل تلبية جملة من مطالبهم، أبرزها تركيب هواتف عمومية، والسماح باستخدامها 3 مرات أسبوعياً ربع ساعة لكل معتقل.

كما يقضي الاتفاق بتلبية مجموعة من مطالب الأسرى الحياتية، أبرزها وقف تشغيل أجهزة التشويش مع وقف نصب أجهزة تشويش جديدة.

فيما لجأ العشرات من الأسرى للإضراب عن الطعام، احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، منهم

الأسير اسماعيل علي من بلدة أبو ديس، 112 يوماً.

الأسير أحمد غنام من مدينة دورا جنوب الخليل، 102 يوماً.

الأسير طارق قعدان من مدينة جنين، 89 يوماً

الأسير مصعب الهندي من مدينة نابلس، 75 يوماً.

الأسير سلطان الخلوف من مدينة جنين، 67 يوما.

ولا يزال الأسير أحمد زهران (42 عاما) من بلدية دير أبو مشعل، بمحافظة رام الله والبيرة، إضرابه المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي لليوم الــ 97 على التوالي احتجاجا على استمرار اعتقاله الإداري.

ونقل الأسير زهران قبل أيام من "عيادة سجن الرملة" إلى أحد المشافي الإسرائيلي وذلك بعد تدهور وضعه الصحي بسبب استمراره في الإضراب.