أكد خطيب المسجد الأقصى، عكرمة صبري، اليوم الاثنين، أن حريق المسجد الأقصى الذي نفذه الصهاينة قبل 51 عاما، وأتى أجزاء واسعة من المصلى القِبلي المسقوف، لازال مشتعلا باقتحامات اليهود لباحاته.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر افتراضي بعنوان "حملة أمناء المنبر"، نظمته مؤسسة "منبر الأقصى" الدولية، بمناسبة الذكرى الـ 51 لإحراق المسجد الأقصى.
وقال صبري إن الجمعة القادمة يصادف ذكرى حريق المسجد الأقصى، الذي حصل يوم الخميس في 21 آب/أغسطس 1969، والذي أتى على منبر صلاح الدين الأيوبي، واستمرت الحرائق تلحق بالأقصى.
وشدد أن ما يقوم به المستوطنون هي اقتحامات، موضحا أن هنالك فرق ما بين المقتحم والزائر.
وبين أن الاسرائيليين لا يجرؤون على اقتحام الاقصى بدون حراسات أمنية إسرائيلية، للدلالة على أنهم معتدون وجبناء.
ودعا إلى تعميم نشر الرواية الإسلامية المتعلقة بالأقصى والقدس في العالم.
وقال: "بعض المسلمين في العالم العربي والإسلامي تأثروا في هذه الأيام بالراوية الإسرائيلية التي تروج لموضوع الهيكل المزعوم".
وشدد صبري أنه لا يوجد حجر واحد في فلسطين يدلل على وجود التاريخ العبري اليهودي القديم.
وبشأن الإعلان عن تطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، أكد خطيب الأقصى أن التطبيع الذي حصل بين الإمارات وإسرائيل أمر مرفوض، ويدل على الهزيمة والانكسار .
وأوصى المؤتمر في بيانه الختامي، بتخصيص شيوخ الأمة خطبة الجمعة المقبلة للحديث عن ذكرى إحراق المسجد الأقصى وواجب نصرة المقدسات الإسلامية.
ودعا البيان إلى التركيز على مركزية القضية المقدسية ورفض كافة محاولات تصفية القضية عبر المشاريع العقيمة بدءا من صفقة القرن إلى مشروع الضم ومشاريع الاعتراف وشرعنة الاحتلال.
وحث المؤتمر المسلمين كافة على الوقوف إلى جانب المقدسيين وعدم تسليمهم للعدو.
واعتبر أن تزايد وتيرة هدم بيوت المقدسيين مؤخرا، حلقة من حلقات التهويد المتصاعدة المتعددة الأشكال.
وفي يوم 21 آب/أغسطس 1969، اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى.
وشبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى.
وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.
والتهمت النيران أيضا منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، وقد كانت لهذا المنبر الجميل مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى.
وتبين أن المادة الحارقة الشديدة الاشتعال سكبت من داخل المصلى القبلي ومن خارجه.
وبينما قطع الاحتلال الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء، هرع الفلسطينيون إلى إخماد النيران، بملابسهم وبالمياه الموجودة في آبار المسجد الأقصى، ما تسبب بخسائر مادية فادحة فيه.