الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

عن آخر "رضعة" لطفليها وآخر ليلة..

بالفيديو والصور "رانيا أبو عنزة".. حكاية أم فلسطينية تُفجعها الحرب بتوأميها

حجم الخط
417924419_1123494918831837_6051040988814791023_n.jpg
رفح- تامر حمدي- وكالة سند للأنباء

انضمت رانيا أبو عنزة لقائمة طويلة من ذوي الضحايا الفلسطينيين الذين فجعوا بفعل الهجمات الإسرائيلية القاتلة والمروّعة على قطاع غزة، حتى باتت تعاني من صدمةٍ عميقةٍ بعد فقدانها توأمها وزوجها في غارةٍ جويةٍ استهدفت منزلها قبل أيام في رفح جنوب القطاع.

تعيش "أبو عنزة" في منزل متاخم لمنزل عائلة زوجها الذي تحوّل إلى كومة من الركام الآن، وتنهار بالبكاء كلما تذكّرت فرحتها التي قتلتها إسرائيل.

وفقدت رانيا طفليها التوأمين "وسام ونعيم" اللذان رزقت بهما بعد حرمان 10 سنوات، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم، ليستشهدها رفقة والدهما "وسام".

تقول أبو عنزة وهي تحتضن أغطية طفليها بصوت مخنوق: "ليلة القصف عند السابعة والنصف مساءً، كنا نتعشى فلافل عند حماتي ونضحك ونتحدث عن الحياة الصعبة وكيف راح نستقبل رمضان ونزين المنزل لاستقبال الشهر الفضيل".

وتسرد لنا: "عند العاشرة ليلًا صحاني (أيقظني) زوجي وطلب مني زوجي أن أرضع طفلي نعيم لأنه كان يبكي، كانت آخر رضعة، بعد هيك انطفئ كل شيء وشعرت نفسي في برميل ماء بارد ومع دخول الجيران للمنزل بدأت أصرخ على زوجي وطفلي".

وتابعت قائلة: "كان زوجي وأطفالي بجانبي لحظة القصف، أنا وقع علي حجر، لكن هم انهار عليهم الجدار بالكامل وفارقوا الحياة وتركوني وحدي".

تكمل سرد تفاصيل الفاجعة التي عاشتها: "سترني أبناء الجيران ونقلت إلى المستشفى بلا حذاء وكانوا يخبرونني بأن طفلي وزوجي بالعمليات، لكن قلبي كان يخبرني بأنهم فارقوا الحياة".

وعندما خرج توأم أبو عنزة من العمليات إلى ثلاجة الموتى احتضنت الأم المكلومة طفليها وظلّت تخاطبهم أمام عدسات الكاميرات في مشهد مبكٍ انتشر حول العالم كالنار في الهشيم.

و"أبو عنزة" هي انموذج للواقع المروع الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل المحرقة الإسرائيلية المتواصلة ضد سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

أبو عنزة مثل مئات الأمهات من أغلى كلمة في الكون وهي كلمة "ماما"، وتقول وهي تبكي بحرقة: "بعد 11 عامًا من الصبر والمحاولات المتواصلة للإنجاب أصبحت أمًا لكن إسرائيل حرمتني من هذه الكلمة".

ووفق أحدث حصيلة معلنة من وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات، 30 ألفا و631، والمصابين 71 ألفا و920 مصابا، وارتكب الاحتلال 2675 مجزرة بحق العائلات في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وحتى الخامس من مارس/آذار الجاري.

ولا يتوقف الطيران الحربي الإسرائيلية عن شنّ غاراته القاتلة على المنازل المأهولة في مختلف مناطق القطاع، وكان أخرها استهداف منازل عائلات مثل الفقعاوي والغريب وماضي.

يحل الظلام تعيش العائلات لحظات مروعة خصوصًا في ظل التحليق المكثف لطائرات الاحتلال في سماء قطاع غزة إذ إن وجود تلك الطائرات في السماء يعني أن إسرائيل تعتزم ارتكاب مجزرة جديدة بحق العائلات الفلسطينية.

فرحة لم تكتمل..

وعانت الأم المكلومة من العقم لسنواتٍ طويلة، قبل أن تُقرر خوض رحلةٍ صعبةٍ مع عمليات الزراعة بتبرع من فاعلي الخير.

وبعد فشل أول عمليتين، نجحت العملية الثالثة في إنجابها توأمًا، فكان فرحها لا يُوصف، وباتت تُخطط لمستقبلٍ مُشرقٍ مع عائلتها، وفق ما تقول.

لكن سرعان ما تحوّلتْ سعادةُ الأم إلى حزنٍ عميقٍ بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد غزة، ففي الثاني من الشهر الجاري، تعرّض منزلها لقصفٍ جويٍّ أدى إلى استشهاد زوجها وطفليها اللذين لم يتجاوز عمرهما 5 أشهر.

رانيا أبو عنزة.png
 

وأنجبت "أبو عنزة" طفليها يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أي بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة بحوالي أسبوع.

تعيش الأم المكلومة الآن لحظاتٍ مُؤلمةً وهي تحمل ملفات أطفالها وملابسهم، إضافةً إلى ملابس زوجها، وتُقلبُ في صورهم عبر هاتفها، لتنهار بالبكاء كلما تذكّرت فرحتها التي قتلتها الحرب.

تُطالبُ أبو عنزة بوقف الحرب، لكي لا يُعاني أيّ شخصٍ آخر من فقدان أحبائه، إذ تقول: "الحربُ لا تُفرق بين صغيرٍ وكبير، ولا تُبقي مكانًا للفرح والسعادة.

وتُجسّدُ حكاية الأم الثكلى "رانيا أبو عنزة" وحشيةَ الحرب الإسرائيلية وتأثيرها على الأبرياء، فالحربُ تُطفئُ شعلةَ الأمل وتُقتلُ الفرحَ في قلوبِ الناس في القطاع المكتظ بالسكان.