الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بالفيديو رمضان يطل على أطفال غزة بظلال الحرب.. الحرمان والألم عنوانهم

حجم الخط
photo_2024-03-10_13-52-31.jpg
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

يطل شهر رمضان المبارك على قطاع غزة هذا العام، بـ "عبء" إضافي من الحزن والأسى، خاصةً على أكتاف آلاف الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة التي تدمر القطاع.

ويواجه الكثير من هؤلاء الأطفال ظروفاً مأساوية للغاية، حيث يُعاني بعضهم من عدم وجود معيل لهم، بينما يضطر آخرون للعيش مع أقاربهم الذين قد لا يملكون القدرة على توفير احتياجاتهم الأساسية.

ويعيش الأطفال "ليالي الرعب" مع توالي دوي الانفجارات الضخمة، وتعالي ألسنة اللهب وسحب الدخان في الأحياء السكنية وحول مراكز الإيواء التي يتحصن داخلها السكان.

وقالت الطفلة اليتيمة آلاء حسان، والتي تعيش في خيمة في رفح: "كان معي بابا في بداية الحرب وكان يتنقل معنا من مكان إلى مكان لكن اليهود قصفوا الدار وحزنا كثيراً عليه".

وأضافت حسان لـ "وكالة سند للأنباء": "كان والدي يشتري لنا الفوانيس والزينة والألعاب في كل رمضان، ليشجعنا على الصوم. وكنت أخرج معه قبل الصوم لتحضير ما تبقى من مقبلات سفرة الإفطار".

وتابعت: "أنا مشتاقة لبابا كثيرًا، ونفسي أرجع أشوفه، ونفسي أن تنتهي الحرب وأن نعود إلى منزل عائلتها في غزة وأن أزور قبره هناك في رمضان".

وقالت والدة آلاء: "إن رمضان هذا العام يأتي في ظل ألم الفقد والنزوح والترويع. ما في يوم بمر إلا والقصف والانفجارات تحاصرنا من كل مكان".

وأوضحت أنها تعمل الآن رغم محنة النزوح من أجل كسب لقمة العيش لأطفالها الخمسة الأيتام، وتأمل أن تنتهي الحرب وأن يعم السلام من جديد.

بينما قالت الطفلة شيماء كحيل إن والدها ذهب ليجلب لهم الطحين (الدقيق) ليوفر الطعام لها ولإخوتها الصغار، ولكن استهدفت طائرات الاحتلال والدها واستشهد ولم يعد.

وعرضت الطفلة كحيل صورة هوية والدها الشخصية الملطخة بالدماء التي أخرجت من ملابس والدها الشهيد، وقالت: "هذا دم أبي".

وأضافت أن والدها في رمضان الماضي كان يأتي لهم بالطعام ويعطيهم المصروف، وكان يوقظهم للسحور، وكان يعمل لهم طبق السلطة اليومي.

ويعيش أطفال غزة واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في العصر الحديث، إذ استشهد أكثر من 13 آلف طفلا من بين 31 ألف شهيد فلسطيني، بينما يفزع من تبقى من الأطفال على قيد الحياة من فراشهم خلال ساعات الليل على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة.

وقال الطفل معاذ أبو عجوة إنه يتمنى أن يكون عنده بابا وفانوس وبعض من الألعاب التي حرمه منها الاحتلال.

وأضاف أبو عجوة (11 عاما) لـ "وكالة سند للأنباء": "يا ريت يكون عندي كل شيء، ويكون عندي بوت جديدا".

يتعرض قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، نصفهم من الأطفال، للعدوان الإسرائيلي غير المسبوق منذ 155 يوميا.

ويتولى والد الشهيد صخر الريفي إعالة أطفال نجله الأربعة الذين يعيشون مع أمهم في خيمة في مدينة رفح بعد أن هجروا من منزلهم قسرًا في مدينة غزة في بداية الحرب.

يقول أمين الريفي، وهو يحتضن حفيدته اليتيمة فرح: "اليوم داخل علينا شهر رمضان والأوضاع صعبة، وكما ترى نعيش مثل معظم الفلسطينيين في الخيام في ظل ظروف معيشية مأساوية".

ويضيف الجد المكلوم لـ "وكالة سند للأنباء": "نريد أن تنتهي الحرب وأن نعود إلى منازلنا حتى لو مدمرة راح نبني خيمة فوقها ونعيش ونربي هؤلاء الأيتام".

وتابع: "هؤلاء الأيتام محتاجين كل شيء. ملابس وأغطية وفوانيس لاستقبال رمضان عشان (من أجل) أن يفرحوا مثل جميع الأطفال".

وتشير تقارير أممية إلى أن عدد الأطفال الأيتام في قطاع غزة يتخطى 17 ألفاً منذ بداية الحرب في ظل انعدام القدرة على توثيق كل الحالات.

وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا: "يموت الأطفال ببطء تحت أنظار العالم"، مؤكدة أن "الأطفال الذين يموتون بسبب القنابل، والمزيد منهم يموتون الآن بسبب عواقب الحصار".

ويتوق سكان قطاع غزة إلى إنهاء الحرب، وأن يعيشوا أجواء شهر رمضان بأمان وسلام، بعيداً عن أصوات القذائف ورائحة الدمار، لينعموا بلحظات السكينة والتلاحم خلال الشهر الفضيل.

ويُمثل شهر رمضان فرصةً عظيمةً للتضامن مع أطفال غزة الذين يعانون من ويلات الحرب، وتقديم المساعدة لهم ليتمكنوا من عيش حياة كريمة.