تشهد منطقة مواصي رفح المكتظة بالنازحين، جنوب قطاع غزة، منذ فجر اليوم الثلاثاء، توغلا إسرائيليا، وتقدما لآليات الاحتلال، وسط تواصل القصف المكثف من الطيران الحربي والاستهداف المدفعي، تزامنا مع محاصرة عدد من العائلات، ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء والإصابات، واعتقال العشرات بالمنطقة.
وأفادت مصادر محلية بتوغل آليات الاحتلال والتي تسمع أصواتها من غربي مدينة رفح، تزامناََ مع تقدم لعدد من الآليات برفقة قوات تتبع للهندسة محيط منطقة البردويل، وسط اقتحام عدد من المنازل.
وأكد الدفاع المدني بأن الاحتلال يحاصر 15 ألف أسرة في منطقة مواصي رفح، فيما ناشدت عائلات محاصرة في منطقة مواصي رفح بعد تقدم آليات الاحتلال
وأشارت المصادر إلى تزامن التوغل الإسرائيلي مع غطاء ناري مكثف من آليات الاحتلال، وطائرات "كواد كابتر" بهدف تأمين القوة المتوغلة التابعة للهندسة، لافتة إلى وجود قناص إسرائيلي يتواجد في منزل محيط منطقة التوغل، ومشددة على أن حركة الأهالي بالمنطقة خطيرة جداََ.
وتقدمت عدد من آليات الاحتلال الإسرائيلي باتجاه منطقة "هاي كلاس" على شارع بحر مدينة رفح، وسط إطلاق نار مكثف من الدبابات باتجاه خيام النازحين.
وأفاد بعدم تمكن طواقمه من الوصول لمنطقة مسجد معاوية على شاطئ بحر رفح، بعد إبلاغها بوجود عدد من الإصابات والشهداء بمكان الحدث؛ وذلك بسبب إطلاق النار المستمر من آليات الاحتلال العسكرية، مشيرا إلى "أن ذلك يشكل خطورة على عمل فرق الدفاع المدني والإسعاف".
ووصلت عدة إصابات غالبيتها خطيرة إلى المستشفيات الميدانية بمنطقة مواصي رفح، وجرى تحويل إصابة لمجمع ناصر الطبي بخانيونس، فيما اعتقل جيش الاحتلال عددًا من المواطنين من المنطقة.
ونوه مراسل "وكالة سند للأنباء" إلى أن جيش الاحتلال أحرق عددا من الخيام والاستراحات على شاطئ بحر رفح، ونسف منازلا للمواطنين بمنطقة المواصي، مشيرا إلى ارتقاء شهيد في محيط استراحة "الأكواخ"، فيما لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني من الوصول له؛ لخطورة المكان.
وفي وسط رفح، تواصلت الغارات الإسرائيلية العنيفة، تزامنا مع قصف مدفعي متلاحق، وتحليق الطيران المروحي، وإطلاق النار بشكل مكثف.
رفح.. مخطط إسرائيلي لجعلها "طاردة للحياة"
والخميس الماضي، أكد رئيس بلدية رفح، أحمد الصوفي، أن التقارير والبيانات الواردة من مدينة رفح تؤكد وجود مخطط إسرائيلي لجعل المدينة غير صالحة للحياة، تزامنا مع عمليات النسف والتدمير المتواصلة منذ أشهر.
وأفاد "الصوفي" بأن قوات الاحتلال التي توغلت داخل مدينة رفح منذ مايو/ أيار 2024 الماضي، نفذت عمليات هدم وتجريف، ونسف للمباني السكنية، والمرافق الخدماتية، وشبكات البنية التحتية بكل أرجاء المدينة.
ونوّه إلى أن استقدام قوات الاحتلال لشركات من أجل هدم المباني برفح، وترحيل ركامها إلى جهات غير معلومة في سابقة هي الأولى من نوعها في حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عام وشهرين.
واعتبر أن هذه الخطوة الإسرائيلية الآنف ذكرها دليلا على وجود خطة مبيتة يتم تنفيذها بحق مدينة رفح، التي أجبرت قوات الاحتلال أهلها على مغادرتها تحت النار منذ أكثر من 7 أشهر إلى وقتنا الحالي.
وفي 7 مايو/ أيار الماضي، اجتاح الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح وعاث فيها تدميرا وإجراما حتى وقتنا الحالي، وسيطر على معبر رفح البري جنوب القطاع رغم التحذيرات الدولية من تداعيات ذلك، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية؛ جراء شح الوقود، والمستلزمات الطبية، والمساعدات.
ومؤخرا، وصف جهاز الدفاع المدني الوضع في رفح بـ "الكارثي بامتياز"، مشيرًا إلى أن محاولات الطواقم الإنسانية في الدفاع المدني والصحة لإنقاذ الحياة والمصابين تتسبب بتعرضهم للخطر والموت.
تواصل "إسرائيل" حربها العدوانية وجريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ 438 تواليًا، مركبة مزيدا من المجازر الوحشية وجرائم الحرب بحق المدنيين والنازحين.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 45 ألفًا و28 شهيدا، بالإضافة لـ 106 آلاف و962 مصابًا بجروح متفاوتة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023، وفقا لمعطيات وزارة الصحة، أمس الاثنين.