الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

الشهيد محمد الونّة.. على موعد مع الشهادة يعرفه مسبقًا

حجم الخط
الشهيد محمد الونّة
جنين – علا مرشود – وكالة سند للأنباء

"لن أسلّم نفسي.. عالقبر يا بلاش"، بيقين الشهداء الأحياء بحسن الخاتمة، رددها الشهيد محمد الونة (30 عامًا)، رافضًا تسليم نفسه للاحتلال الإسرائيلي، وهو الذي أمضى خمس سنوات من عمره أسيرًا في سجونه بثلاث اعتقالات متفرقة، ليقرر بعدها عدم الخضوع للاستدعاء الأخير، فيوضع اسمه على لائحة شرف المطاردة، ويكون مطارِدًا للاحتلال تعرفه ميادين الاشتباك.

وككل الشهداء الذين يصطفيهم الله لجواره، عُرف شهيدنا بـ "الحنون والخلوق، وصاحب الشخصية القيادية المؤثرة في بيئته"، كما يصفه المقربون منه.

ولعامين كاملين، عاش "الونة" مطاردًا للاحتلال، يتجنب العبور من حواجز الاحتلال، ليتحقق مراده بالشهادة أخيرًا في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي مع رفيق دربه عبد الرحمن خازم (27 عامًا)، بعد أن حاصر الاحتلال المنزل الذي تحصنا داخله في مخيم جنين شمال الضفة الغربية.

وإلى جانب الشهيدين "الونة" و"خازم"، زفّت جنين الشهيدين أحمد علاونة (24 عامًا) والشهيد الرابع محمد أبو ناعسة، خلال اشتباكات مسلحة عنيفة شهدتها شوارع جنين، إضافة لعشرات الإصابات بالرصاص الحي.

رفض الإعفاء..

وفي إصراره على المضي في طريق المقاومة، رفض الشهيد "الونة" "الاحتجاز الاحترازي" وتسليم سلاحه للأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد محاولتها إقناعه بتحصيل إعفاء له من قبل الاحتلال ووقف مطاردته.

يقول "أحمد" الونة شقيق الشهيد "محمد": "رغم أمنيتنا وأحلامنا بأن نراه عريسًا يكوّن أسرة كباقي الشباب في عمره، لم يقتنع محمد، وفضّل مواصلة طريقه في مقاومة الاحتلال".

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "على الرغم من أن بيته الذي بناه أوشك على الانتهاء، إلا أن أحلام أخي كانت تدور في فلك آخر.. ليست في عالمنا نحن".

ويروي "أحمد" لنا تفاصيل اللقاء الأخير مع أخيه "قبل استشهاد محمد بثلاثة أيام أيقنت أنه سيستشهد، طلب رؤيتي فذهبت إليه، وجدته مع رفيقه عبد الرحمن بمعنويات عالية جدًا، قالا لي حينها أنهما يريدان وضع حجر أساس للتحرير، وكانا يعلمان أنها سيستشهدان، ولكن قالا على الأقل لنخطوا أول الطريق".

ولأنهما كانا يوقنان باقتراب موعدهما مع عرس الشهادة، تجهزا وأعدّا نفسيهما لاستقباله، فقاما بتفخيخ مدخل البيت الذي تحصنا فيه؛ ليستقبلا جنود الاحتلال بعبوة عند وصولهم.

يعقّب أحمد: "الاحتلال كان على يقين بأن هؤلاء الشبان كانوا مستعدين لعمل أي شيء في سبيل الوطن، فحاول التخلص منهم أكثر من مرة وهذه كانت الأخيرة".

وكان آخر ما نفذّه الشهيدان "الونة" و"خازم" استهداف جرافة عسكرية للاحتلال قرب حاجز الجلمة، وعدة عمليات إطلاق نار.

ولم يكتف جنود الاحتلال بجريمتهم باغتيال "محمد" و"عبد الرحمن"، وقاموا بالتمثيل بجثثهم، حيث كتبوا على جثمان "الونة" بدمائه كلمة "النهاية" باللغة العبرية، في مشهد آلم كل من رآه، ليعلق في ذاكرة شقيقه الذي قال: "الاحتلال كتب على جسد أخي النهاية، ولكنها بالنسبة لشهدائنا ليست النهاية بل هي بداية الحياة في الآخرة، وهذه نهاية دولة اسرائيل بإذن الله".

وخلال سبتمبر/ أيلول الماضي، ارتقى 19 شهيدًا في الضفة الغربية، 10 منهم من جنين وحدها، في حصيلة هي الأعلى منذ ثلاث سنوات.