يقولون إن الأفكار الناجحة هي التي تبدو مجنونةً أو خياليةً في بداية الأمر، هذا ما أثبتت عكسه سحر أحمد، بمشروعها الذي يبدو للوهلةِ الأولى أنه بعيدٌ عن الواقع.

إذ استطاعت "سحر" (26 عامًا) من مدينة نابلس بالضفة الغربية بمزيجٍ من الإبداعِ والإصرارِ أن تنطلق بمشروعها المميز والأول من نوعه في فلسطين "صالون سيدات متنقل".
 
والمشروع الذي أطقلت عليه اسم glitter، هو صالون تجميل متخصص بالسيدات، وانطقلت به خلال حفل افتتاح كبير عُرضت فيه الحافلة لأول مرة. 
 
تقول سحر أحمد "لوكالة سند للأنباء"، الأفكار الريادية تبدأ منذ الطفولة؛ فراودتني الفكرة منذ ثماني سنوات تقريبًا، عندما شاهدتُ برنامجًا عن المطاعم المتنقلة بالخارج".

ولادةُ المشروع

لم تكن البدايات سهلة أبدًا، فخلف كل حلم جميل صعوبات كبيرة لا نراها، وتسرد "سحر" قائلةً: إن أبرز الصعوبات ظهرت في قياسات التصميم الداخلي للحافلة، بالإضافة إلى ندرة الإمكانيات المحدودة في بلدنا، ولكنَّ إصراري دفعني لإنهاء حلمي في غضون ستة أشهر".

وبمشاعر الفرحة التي حققت بها المشروع تُضيف، "شعوري لا يوصف، وما زلت أشعر أن المشروع لا يزال حُلمًا، لكنَّ الصدى الذي أحدثه المشروع، وردود الفعل كانت أكبر بكثير مما كنت أتوقعه". 

وبدت الحافلة باللون الوردي الزاهي، وخُطت عليها عبارة "beauty on the way"، وتعني "الجمال على الطريق".

وتهدف "سحر" في مشروعها إلى خدمة النساء ككل، أو شريحة معينة منهن، كالأمهات اللواتي يجدن صعوبة بترك المنزل لساعاتٍ طويلة".

ويُوفر المشروع وقت وجهد على العروس، بدلًا من الذهاب للصالون، يتم الذهاب إلى مكان بيتها؛ لتوفير الوقت والجهد عليها".

ويقدّم الصالون المتنقل الخدمة ذاتها التي يقدمها صالون التجميل التقليدي، وبذات سعر الخدمة، بحسب ما أفادت به صاحبة المشروع "سحر". 

وتستطرد "سحر" قائلةً، إن الحافلة صُممت من نوع "مرسيدس"، من الداخل لتتناسب مع فكرة الصالون، بجميع مستلزماته، بما فيه جزء خاص لغسيل الشعر، إضافة للتكييف، كما أنها معزولة ومغطاة بالكامل.
 
وتم تكييف الحافلة، وتصميمها بناءً على قياسات دقيقة؛ لتتسع المستلزمات الخاصة بالصالون كمقعد تصفيف الشعر، ومقعد المكياج، والإنارة، وتكييف منزلي وليس التكييف الخاص بالمركبات.

وأبدت أخصائية التجميل سعادتها لمدى الإقبال على الفكرة، قائلةً، "وجدنا إقبالًا واسعًا من النساء على المشروع، وهذا يعزز من وجود الأفكار الريادية في فلسطين".

ولاقت الفكرة استحسانًا عند الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج؛ مؤكدةً على وصول حجوزات كثيرة من قبل الفتيات في "الصالون المتنقل"؛ لتوفير الوقت والجهد عليهم.

وختمت بتنهيدةِ فرح قائلةً، إن "الحلم" تحقق بعد سعي كبير، وآمنت أنه لا يوجد شيء مستحيل، طالما لديك حلم تؤمن به؛ فأنت قادر على تحقيقه رغم كل شيء".