الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

شهر رمضان والتصعيد في القدس.. تحذيرات وسيناريو الانفجار حاضر

حجم الخط
331862253_714791293461239_2700595193307200771_n.jpg
نابلس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وتصاعد الأحداث والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وعلى وقع تنبؤات أمنية إسرائيلية لاحتمال التصعيد في رمضان، تضاعف عدد الإنذارات عن هجمات فلسطينية ثلاث مرات في الأسابيع الأخيرة مقارنة بالفترة التي سبقتها.

وجاءت تلك الإنذارات في تقييم حديث أجرته المنظومة الأمنية الإسرائيلية للأوضاع بالضفة الغربية، مرجحة أن الزيادة الحادة فيها تُعزى لزيادة نشاط جيش الاحتلال بالضفة الغربية، مثل مدينة جنين وأريحا خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب ما أوردته قناة "كان الإخبارية" الإسرائيلية.

وبناء على تلك الإنذارات، ذكرت "كان" أن جيش الاحتلال ينوي اتخاذ إجراءات "وقائية" الشهر المقبل، وتعزيز قواته في الميدان، ونشر وحدات هجومية في الأسبوعين المقبلين من أجل "إحباط الهجمات والمجموعات المسلحة".

وحسب معطيات نشرتها القناة الإسرائيلية، فإن شرطة الاحتلال ستجند 4 سرايا احتياط؛ استعدادًا للتصعيد المحتمل مع قرب شهر رمضان، وستجري تدريبًا يحاكي اقتحام المسجد الأقصى.

ويتمثل الهاجس الرئيسي لدى الاحتلال، بالخشية من امتداد الهجمات خلال شهر رمضان إلى الجزء الشرقي من مدينة القدس ومناطق أخرى.

هذا القلق من تصعيد محتمل، لم يبق داخل "إسرائيل"، وتخطاها لـ "قلق" الإدارة الأمريكية الحالية، حيث حذّر رئيس وكالة المخابرات المركزية "CIA" وليام بيرنز الذي زار تل أبيب قبل أسبوعين، من أن التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين بدأت تشبه ظروف الفترة التي سبقت الانتفاضة الثانية.

في حين، قال محلل الشؤون العسكرية الإسرائيلي عاموس هارئيل لصحيفة "هآترس"، إن "تحذير رئيس الـ CIA وليام بيرنز من احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة، يعكس ما سمعه بيرنز خلال زيارته إلى هنا من القادة الأمنيين حول الرؤية بحدوث تدهور كبير في الساحة الفلسطينية وأن المزيد من التصعيد ممكن، مع بداية شهر رمضان أو حتى قبل ذلك".

"نشر الرعب"

المختص في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة يرى أن الاستعدادات الإسرائيلية بنشر قوات جديدة تأتي ضمن رؤية الاحتلال الذي يتعمد نشر فكرة الرعب من الآخر؛ بهدف تمتين جبهته الداخلية متعددة القوميات والأعراق واللغات والمنابت، تحت شعار "العالم كله ضدنا".

ويوضح "رمانة" أن الاحتلال يعمل على "تهويل المشهد الإيراني وصواريخها البالستية، وملف غزة، وملف الضفة المشتعل، إضافة لعملية خيري علقم وما يماثلها مع إشارات".

ويقول لـ "وكالة سند للأنباء": "نشر القوات والزج بالجديد منها، دافعه أن الاحتلال يعلم أن رمضان مصدر إلهام وإيمان ودافع نفسي للتخطيط والعمل ضده".

ويمضي بالقول: "هم يعتقدون أن الشهيد خيري علقم خطط لعمليته ونجح بها كأنه متدرب، والرؤية الإسرائيلية مفادها أن عددًا من الشبان يخططون للعمل الفدائي ويجدون في رمضان ضالتهم الروحية".

ويصف رمانة حكومة "نتنياهو" الحالية، أنها لم تفلح بتجميل وجهها القبيح عكس سابقاتها، بينما تسارع في هدم بيوت المقدسيين، إضافة لنيتها بإخلاء الخان الأحمر، وهو ما يشكل دافعًا للمتضررين والذين لا يجدون ملجأً لهم يأوون إليه من التجنيد في صفوف المقاومة، كرد فعل لممارسات الاحتلال وعدوانيته.

ويكشف "رمانة" أن الـ CIA لديها التحليل الواقعي مبني على أرقام وتحليل استخباري حوسبي، وليس سياسيا مجردا، معتمدة على المعطيات الأمنية البحتة، مع إشارات أمريكية للحكومة الإسرائيلية بذلك، بينما خيارات نتنياهو واضحة ولا بديل عنها.

ويضيف: "النتيجة المنطقية وفق التقديرات الأمريكية وعداها تشير أن المنطقة مهيأة لاندلاع المقاومة الفردية، وهو ما يعطي فترة نقاهة وتحضير وترتيب الأمور وعودة الأجنحة العسكرية للفصائل للساحة ضمن العيار الثقيل".

وكان مدير الـ CIA قال في تصريحات متلفزة مؤخرًا، إنه عندما كان دبلوماسيا قبل 20 عاما في المنطقة خلال انتفاضة الأقصى تماثل ما هي عليه الأوضاع اليوم، معبرًا عن قلقه مثل نظرائه في المنظومة الأمنية، وفق قوله.

من جهته، يقول المحلل والكاتب محمد مصلح إن الأمن الإسرائيلي لا يخضع للإملاءات الخارجية حتى لو كانت من الحلفاء كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ويستطرد في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال يصعّد بشكل جنوني بالضفة، وهو ما قد يسهم بحدوث انفجار، ونحن قريبون من عمليات رد فعل فلسطينية بعد كل ما تفعله آلة القتل، فحكومة الاحتلال تركز على أمن المستوطن".

ويعتقد "مصلح" أن الخطط الأمنية الإسرائيلية "لن تتوقف"، مضيفًا: "قد نكون مقبلون على وضع حسّاس تتفجر فيه انتفاضة، بينما يواصل نتنياهو اللعب بحذر، دون الرغبة بانهيار السلطة كونها ليست مصلحة إسرائيلية وأمريكية".

وحول وضع السلطة الفلسطينية الحالي، قال الإعلامي الإسرائيلي أيهود إحيمو من قناة "كان" الأسبوع الماضي، إن السلطة الفلسطينية آخذة بالضعف، بينما تحاول حماس بناء شبكات تنظيمية بالضفة.

وأردف: "هناك مسلحون في شمال الضفة، وهناك حكومة يمين متطرفة يلعب جزء منها بالنار، الأقصى ورمضان يقترب، ومن الصعب البقاء متفائلين في المنطقة".

اشتعال الضفة

الكاتب والإعلامي الفلسطيني عوض الرجوب، يربط نشر السرايا الإسرائيلية الجديدة وتدريب محاكاة اقتحام الأقصى، بقرارات إسرائيلية رسمية بتنفيذ صلوات تلمودية في باحات الأقصى خلال شهر رمضان.

وأشار "الرجوب" إلى أن ذلك يترافق مع زيادة حضور دور المنسق في الحياة الفلسطينية اليومية، ما قد يؤدي لانهيار السلطة، وفق تقديره.

ويتساءل الرجوب خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "ما المختلف الآن عن إعادة احتلال الضفة فيما سمي بالسور الواقي؟ فالجيش يقتحم ويستبيح الضفة دونما حسيب أو رقيب، ويغلق المداخل ويمنع الدخول والخروج، وأوسلو منح المحتل الكثير".

ويختم بالقول: "الاحتلال سيطر على الحياة في الضفة، وشطَرها لبقع جغرافية سكانية محاصرة محدودة الحركة، وفي حال قررت حكومة نتنياهو وأذرعها فرض واقع جديد في القدس والأقصى، وإباحة صلوات اليهود والتحكم في أعداد المصلين الفلسطينيين في رمضان، فإن الضفة ستتحول لبؤرة اشتعال".